قصة قصيدة تتبعت مرمى الوحش حتى رميتني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تتبعت مرمى الوحش حتى رميتني

أمّا عن مناسبة قصيدة “تتبعت مرمى الوحش حتى رميتني” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج رجل من بني فزارة ” وهي فرع من قبيلة بني ذبيان من غطفان” من دياره في وادي الرمة في نجد في شبه الجزيرة العربية، وتوجه إلى ديار بني عذرة في وادي القرى، وبينما هو في حيهم لقي رجل من رجالهم، وكان يعرفه من قبل، فرد عليه السلام، وجلس معه، وبينما هما جالسان يتحدثان، قال الفزاري للعذري: لقد سمعت بأنكم تعتبرون الموت في سبيل الحب، وفي سبيل المحبوبة ما هو إلا ميزة وفضيلة، ولكن ذلك ما هو إلا ضعف بنيه، وضيق رؤية، ورق، وخور موجود فيكم يا بني عذرة، فقال له الرجل من بني عذرة: والله لو أنكم كنتم قد رأيتم ما نراه من النساء الجميلات، وعيونهن ذات لون أسود شديد الجمال، ومن فوقهن الحواجب التي تقتلك إن نظرت إليها، ومن تحتهن المباسم الوسيعة، وتكون الواحدة منهن سمراء، إن ضحكت بانت أسنانها البيضاء، لاتخذتموهن كالآلهة كما اتخذتم اللات والعزى، ومن ثم أخذ العذري ينشد قائلًا:

تتبعت مرمى الوحش حتى رميتني
من النيل لا بالطائشات الخواطف

ضعائف يقتلن الرجال بلا دم
فيا عجباً للقاتلات الضعائف

وعندما انتهى العذري من إنشاد الأبيات، أكمل الاثنان حديثهما، وبينما هما جالسان يتحدثان، مرت من أمامهما فتاة، وكانت هذه الفتاة من أجمل فتيات بني عذرة، وعندما رآها الفزاري قال للعذري: والله إنك قد صدقت في كل ما قلت لي، ومن ثم توجه الاثنان إلى منزل العذري، وقام العذري بإكرام الفزاري أفضل إكرام، وأباته عنده في بيته، وفي اليوم التالي خرج القزاري من حي بني عذرة، وتوجه عائدًا إلى دياره.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة التعجب من حال النساء، وهن قادرات على أن يقتلن الرجال على الرغم من ضعفهن، فيصبحن كأنهن وحوش الكاسرة القادرة على قتل فريستها من دون أدنى مقاومة منها، وحاله عندما وقع فريسة أمام من استطاعت أن تقتله بجمالها.


شارك المقالة: