هنالك العديد من القصص في تاريخنا العربي التي حدثت في منام أبطالها، واليوم نقص عليكم قصة فتح الدين دمياطية، والشيخ الذي رآه في منامه.
من هو فتح الدين دمياطية؟
هو فتح الدين دمياطية، لم يذكر في كتب التاريخ والشعر، وذلك لندرة شعره، وقلة أخباره.
قصة قصيدة تركوا بماء النيل ماء سلسلا
أما عن مناسبة قصيدة “تركوا بماء النيل ماء سلسلا” فيروى بأن رجلًا يقال له فتح الدين دمياطية رأى في يوم من الأيام شيخًا ذو وجه حسن، ويمشي مشية رزينة، وكان فتح الدين يمتطي حصانه، فوقف عنده، وقال له: رافقني في مسيري، فقال له الشيخ: ليس من يمشي على الأرض رفيقًا لمن كان يمتطي جواده، فقال له فتح الدين: إذن اركب أنت، وأنا سوف أمشي بدلًا منك، فقال له الشيخ: لا، فلنبقي المسألة على حالها من دون تغيير، وسار الاثنان.
وبينما هما سائران أخذا يتحدثان، فسأله الشيخ عن صنعته، فأخبره فتح الدين بأنه يعمل كاتبًا، فقال له: هل أنت كاتب إحسان أم كاتب إنشاء؟ فقال له: شيء من هذا، وشيء من هذا، فقال له الشيخ: والله لم يدّعي ما تدّعيه عبد الرحيم ولا عبد الحميد، ثم سأله الشيخ إن كان يقول الشعر، فأجابه فتح الدين قائلًا: نعم، أقوله، فقال له: أنشدني شيئًا من شعرك، وكان فتح الدين قد قصيدة حجازية، فأخذ ينشدها حتى وصل إلى البيت الذي يقول فيه:
تركوا بماء النيل ماءً سلسلا
وترشّفوا ماء الثمار مكدّرا
يعاتب الشاعر من يترك ماء نهر النيل الصافي، ويشرب من الماء المكدر والمعكر.
فأوقفه الشيخ، وقال له: لا شيء، فقال له فتح الدين: لم قلت ذلك؟، وما هو العيب في هذا البيت؟، فقال له الشيخ: لو أنك قلت صافيًا بدلًا من سلسلًا لكان أفضل، وكان طباقًا، لأن الكدر يقابله الصفاء، فسأله فتح الدين عن اسمه، فأخبره بأنه أبو مرة، فقال له فتح الدين: لا خير بك ولا بلقائك، فقال له الشيخ: بك، ومن ثم استيقظ فتح الدين من منامه.
وبعد ذلك بما يقارب الشهر، رآه فتح الدين في منامه مرة أخرى، ولقيه الشيخ كأنه يعرفه من قبل، وسلم عليه، ووقف معه، وسأله إن كان يعرف شيئًا من الشعر المشؤوم، وكان فتح الدين قد صنع قصيدة بينما كان مريضًا فأخذ ينشده إياها قائلًا:
لله ما أشكوه من نزلةٍ
قد ضرَّ منها ضيق أنفاسي
ومن صداعس ضقت ذرعاً به
باتت يدي منه على راسي
فقال الشيخ: والله إن هذا لهو الشعر، ومن ثم قال له: عليك أن تضف إليهما:
فأعجب إلى دائين قد عزِّزا
بثالثٍ من داء إقلاس
الخلاصة من قصة القصيدة: رأى فتح الدين دمياطية شيخًا في منامه، ودار بينهما حديث في شعر فتح الدين.