نروي لكم اليوم ما كان من خبر القرمطي وسرقته للحجر الأسود.
قصة قصيدة ترى المحبين صرعى في ديارهم
أما عن مناسبة قصيدة “ترى المحبين صرعى في ديارهم” فيروى بأن جماعة من أهل العراق قد خرجوا إلى مكة المكرمة، وكان معهم أميرهم منصور الدليمي، ولم يشعروا إلا والقرمطي قد خرج عليهم مع جنوده، وكان ذلك في يوم التروية، فقتل منهم من قتل، وأخذ أموالهم، وقتل في ذلك اليوم في شوارع مكة وفي المسجد الحرام عددًا كبيرًا من الحجاج، وجلس أميرهم أبو طاهر على باب الكعبة، والرجال تقتل من حوله، وهو فرح بذلك، وكان الناس يهربون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة، ولكن ذلك لم يشفع لهم من القتل، وكان رجل من أهل الحديث يطوف يومها في الكعبة، وعندما انتهى من الطواف وأخذته السيوف، أخذ ينشد متمثلًا ببيت للحلاج قائلًا:
ترى المحبين صرعى في ديارهم
كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا
يرثي الشاعر من ماتوا في الحرم المكي، ويقول تراهم وهم ميتون في ديارهم، كأنهم أصحاب الكهف لا يعرفون كم أقاموا فيه.
وأمر أميرهم أن يدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن عدد كبير منهم في الأماكن التي قتلوا بها، ومن ثم قام بهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة، ونزع الكسوة التي عليها، وأمر رجلًا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة ويقتلعه، وعندما صعد وقع على رأسه ومات، فعدل أبو الطاهر عن قلع الميزاب، ثم أمر جنده بأن يأخذوا الحجر الأسود، وعاد إلى بلاده وهو معه، فلحق به أمير مكة، وسأله أن يعيده على أن يعطيه كل ما عنده من مال، ولكنه رفض، فقاتله أمر مكة، ولكنه قتله هو والكثير من أهل بيته وجنده، وبقي عندهم حتى هددهم الخليفة المهدي العلوي، فأعادوه.