قصة قصيدة تطاول هذا الليل ما يتبلج

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر أبا دهب الجمحي مع امرأة من أهل قومه يقال لها عمرة، وكيف افترق الاثنان بتدبير من زوجته.

من هو أبو دهبل الجمحي؟

هو أبو دهبل الجمحي، شاعر من شعراء العصر الأموي من أهل مكة المكرمة.

قصة قصيدة تطاول هذا الليل ما يتبلج

أما عن مناسبة قصيدة “تطاول هذا الليل ما يتبلج” فيروى بأن أبا دهبل الجمحي سيدًا في قومه، وكان كريمًا يطعم الفقراء ويكرم الضيف، وكان يعشق فتاة من أهل قومه يقال لها عمرة، وكانت عمرة هذه امرأة عالمة بالأدب والشعر، فكان يجتمع عندها رجال الحي فيتحدثون في الشعر والأدب، وكان هو لا يترك مجلسها، وكانت عمرة أيضًا محبة له، ولكنها أوصته أن لا يخبر أحدًا بخبر ما بينهما، فوعدها بأنه لن يخبر أحدًا بذلك.

وعلمت زوجته بما كان بينهما، ولكنها لم تتأكد من ذلك، فبعثت لها امرأة من الحي، وكانت هذه الامرأة داهي، فأتتها هذه الامرأة وجلست تحادثها طويلًا، وبينما هما تتحدثان قالت لها: إني لأتعجب من أمرك، كيف لا تتزوجين من أبي دهبل وأنتما تحبان بعضكما البعض كل هذا الحب، فقالت لها عمرة: لا يوجد بيني وبينه شيء، فضحكت هذه الامرأة وقالت: أتخفين عني شيئًا تتحدث به كل أشراف قريش في مجالسها وفي سوق أهل الحجاز، فلا يختلف اثنان من قريش بأنك تحبينه ويحبك.

وبعد ذلك امتنعت عمرة عن كل من كان يجالسها، كما وامتنعت عن لقاء أبي دعبل، وأرسلت له بما يكره، وفي خبر ذلك أنشد قائلًا:

تَطاوَلَ هذا اللَيلُ ما يَتَبَلَّجُ
وَأَعيَت غَواشي عَبرَتي ما تَفَرَّجُ

يشعر الشاعر بالشوق لمحبوبته، ويقول بأن الليالي من بعدها أصبحت طويلة، وكأنها لا تنتهي ولا يأتي الصباح، ومرض بسبب بعدها عنه.

أَبيتُ كَئيباً لِلهُمومِ كَأَنَّما
خِلالَ ضُلوعي جَمرَةٌ تَتَوَهَّجُ

فَطَوراً أَمَنّي النَفسَ مِن تَكتَمِ المُنى
وَطَوراً إِذا ما لَجَّ بي الحُزنُ أَنشِجُ

وَأَبصَرتُ ما مَرَّت بِهِ يَومَ يَأجَجِ
ظِباءٌ وَما كانَت بِهِ العَينُ نَخلِجُ

فَإِنَّكِ عَينٌ قَد أَهِبتِ بِصاحِبٍ
حَبيبٍ لَهُ في الصَدرِ حُبٌّ مُوَلَّجُ

لَقَد قَطَعَ الواشونَ ما كانَ بَينَنا
وَنَحنُ إِلى أَن يُوصَلَ الوَصلُ أَحوَجُ

رَأَوا عَورَةً فَاِستَقبَلوها بِأَلبِهِم
فَراحوا عَلى ما لا نُحِبُّ وَأَدلَجوا

فَلَيتَ الأُولى هُم كَثَّروا في فِراقِنا
بِأَجمَعِهِم في لُجَّةِ البَحرِ لَجَّجوا

هُمُ مَنَعونا ما نَلَذُّ وَنَشتَهي
وَأَذكَوا عَلَينا نارَ صُرمِ تُؤَجَّجُ

وَكانوا أُناساً كُنتُ آمَنُ عَيبَهُم
فَلَم يَنهَهُم حِلمٌ وَلَم يَتَحَرَّجوا

الخلاصة من قصة القصيدة: كان أبو دهبل يحب امرأة من أهل قومه، وكانت هي تحبه، ولكنها طلبت منه أن لا يخبر أحدًا بما بينهما، وشكت زوجته بأن بينهما شيء، فبعثت لها بامرأة أخبرتها بأن كل قريش تعلم بما بينهما، فامتنعت عنه.


شارك المقالة: