قصة قصيدة تقول سليمى لا تعرض لتلفة
أمّا عن مناسبة قصيدة “تقول سليمى لا تعرض لتلفة” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام رجل من قبيلة همدان يدعى حريم بالإغارة على إبل وخيل وشاة لعمرو بن براقة، وأخذها معه وهرب بها، وعندما وصل خبر ذلك إلى عمرو بن براقة، وعلم بأن حريم قد أغار على إبله، توجه إلى بيت امرأة كان معتادًا على زيارتها، وجلس معها، وأخبرها بخبر حريم، وإغارته على إبله، وأخذه لها معه إلى قبيلته، وأخبرها بأنه قد قرر أن يغير عليه، ولكن المرأة قالت له بأن لا يقوم بذلك، وبأنها تخاف عليه من أن يقوم حريم بقتله، ولكنه لم يستمع إليها، وعاد إلى خيمته، وجهز نفسه للخروج إلى حريم، وخرج، وأغار عليه، وتمكن من الانتصار عليه، وأخذ من عنده إبله وخيله وأغنامه، وأخذ أيضًا كل ما يملك حريم، وتوجه عائدًا إلى قبيلته.
وبعد عدة أيام أقبل حريم إلى القبيلة، ودخل على مجلس عمرو بن براقة، وطلب منه أن يعيد إليه ما أخذه منه، ولكن عمرو رفض ذلك، فانصرف حريم من عنده، وقال براقة في خبر ذلك:
تَقولُ سُلَيمى لا تَعَرَّض لِتَلفَةٍ
وَلَيلُكَ عَن لَيلِ الصَعاليكِ نائِمُ
وَكَيفَ يَنامُ اللَيلَ مَن جُلُّ مالِهِ
حُسامٌ كَلَونِ المِلحِ أَبيَضُ صارِمُ
غَمُوضٌ إِذا عَضَّ الكَريهَةَ لَم يَدَع
لَهُ طَمَعاً طَوعُ اليَمينِ مُلازِمُ
أَلَم تَعلَمي أَنَّ الصَعاليكَ نَومُهُم
قَليلٌ إِذا نامَ الخَلِيُّ المُسالِمُ
جُرازٌ إِذا مَسَّ الضَريبَةَ لَم يَدَع
بِها طَمَعاً طَوعُ اليَدَينِ مُكَارِمُ
إِذا اللَيلُ أَدجى وَاِكفَهَرَّ ظَلامُهُ
وَصاحَ مِنَ الأَفراطِ بومٌ جَواثِمُ
وَمالَ بِأَصحابِ الكَرى غالِباتُهُ
فَإِنّي عَلى أَمرِ الغَوايَةِ حازِمُ
كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ لا تَأخُذونَها
مُراغَمَةً مادامَ لِلسَيفِ قائِمُ
تَحالَفَ أَقوامٌ عَلَيَّ لِيَسلَموا
وَجَروا عَلَيَّ الحَربَ إِذ أَنا سالِمُ
أَفَاليَومَ أَدعى لِلهَوادَةِ بَعدَما
أُجيلَ عَلى الحَيِّ المَذاكي الصَلادِمُ
نبذة عن عمرو بن براقة
عمرو بن براقة بن عمرو بن منبه النهمي، وهو شاعر من إحدى قبائل همدان، وعاش في العصر الجاهلي، وكان شاعر قبيلته في ذلك العصر، أدرك الإسلام، وعاش حتى فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.