نبذة عن الشاعر أحمد شوقي:
أما عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو أحمد شوقي يعد من أكبر شعراء الشعر العربي الحديث وأيضاً هو رائد النهضة الشعرية العربية كما عرف أحمد شوقي بلقب “أميرالشعراء”، حيث نظم شعره أثناء دراسته للحقوق، وكما عُرف “أمير الشعراء” أحمد شوقي بالثقافة المتنوعة.
أكمل شوقي دراسته في كلية الحقوق وأيضاً درس الترجمة، فتوفي في القاهرة سنة 1932 ميلادي عن عمر ما يناهز الرابعة والستين، فقد كان متزوجًا من السيدة خديجة شاهين وأنجبت منه ثلاثة أبناء وهم: حسين، وأمينة، وعلي.
ما لا تعرف عن قصة قصيدة “تلك الطبيعة قف بنا يا ساري”:
أمَّا عن مناسبة قصيدة “تلك الطبيعة قِف بنا يا ساري” كتب أحمد شوقي عندما زار الأسطنبول وهناك تمعن في جمالها ورونقها لذلك أحمد شوقي أتخذ بابًا جديدًا في شعره وهذا غير معتاد في شعره حيث وصف الطبيعة وأيضاً بدأ يمدح بهذه القصيدة السلطان عبد الحميد الثاني.
في مطلع القصيدة يخاطب أحمد شوقي الماشي الذي يفكر في أبداع الله عز وجل ويقول له فق إيها الماشي وتأمل قليلاً في أبداع الله تعالى ويقول له: الأرض التي تقف عليها والسماء التي فوقنا قد أهتزت من جمال وروعة هذا المناظري الخلابة.
ثم بعد ذلك أكمل أحمد شوقي يكمل خطابه للماشي ويقول له: أنتبه إلى جمال هذا المكان فهذه آيات جمال كآيات المصحف الشريف وهنا قد تدل على مالك الملك وأيضاً تشير إلى سبيل عبادة الله تعالى وحده.
تلك الطبيعة، قِف بنا يا ساري
حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري
الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا
لروائع الآياتِ والآثار
من كلّ ناطقة الجلال، كأَنها
أُمُّ الكتاب على لسان القاري
وهنا يريد الشاعر أن يظهر بديع الله تعالى في الخلق فقد استعان بالألفاظ الدينية وأيضاً أضاف عنصر جديدًا وهو قصص القرآن الكريم مثل إضافة شخصيات مثل شخصية الملكة بلقيس والنبي سليمان.
شَبَّهتُها بَلقيسَ فَوقَ سَريرِها
في نَضرَةٍ وَمَواكِبٍ وَجَواري
أَو (بِاِبنِ داوُدٍ) وَواسِعِ مُلكِهِ
وَمَعالِمٍ لِلعِزِّ فيهِ كِبار
دَلَّت عَلى مَلِكِ المُلوكِ فَلَم تَدَع
لِأَدِلَّةِ الفُقَهاءِ وَالأَحبارِ
مَن شَكَّ فيهِ فَنَظرَةٌ في صُنعِهِ
تَمحو أَثيمَ الشَكِّ وَالإِنكارِ
كَشَفَ الغَطاءُ عَنِ الطُرولِ وَأَشرَقَت
مِنهُ الطَبيعَةُ غَيرَ ذاتِ سِتارِ
هوجُ الرِياحِ خَواشِعٌ في بابِهِ
وَالطَيرُ فيهِ نَواكِسُ المِنقارِ
أحمد شوقي طرق هذا الغرض من أغراض الشعر الحديث وهو وصف الطبيعة فكان موضوعًا جديدًا لأنَ الشعراء لم يتتطرقوا إليه إلا قلة من شعراء العصر الأندلسي فقد كانوا يصفوا الطبيعة وجمالها ورقتها وروعتها.