كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهيب الرجال، واليوم نروي لكم شيئًا من صفاته الشكلية، وشيئًا مما أنشد فيه بعد أن توفي.
من هو حسان بن ثابت؟
هو حسان بن ثابت الأنصاري، شاعر من شعراء صدر الإسلام، ولد في المدينة المنورة، وفيها توفي.
قصة قصيدة ثلاثة برزوا بسبقهم
أما عن مناسبة قصيدة “ثلاثة برزوا بسبقهم” فيروى بأن الخليفة عمر بن الخطاب كان أصلعًا طويلًا، وكان عندما يمشي بين الناس كأنه على دابة، وكان أبيضًا أمهقًا، على وجهه حمرة، وكانت لحيته صفراء، وتغير لونه إلى الرمادة، لأنه كان يكثر من أكل الزيت.
وكان الخليفة عمر بن الخطاب يكثر من أكل الزيت لأنه كان قد حرم على نفسه أكل السمن واللبن، وكان ذلك سببًا في تغيير لونه، وكان عمر أعسر أيسر، يكتب بكلتا يديه، وكان يتدانى قدماه إذا مشى، وكأنه رجل من رجال قبيلة بني سدوس، وكان شديد الأدمة.
ويروى بأنه كان أول من اتخذ الدرة، وأول من جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان، بعد أن أوقفها رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو أول من سمي بأمير المؤمنين، وعندما توفي رضي الله عنه أكثر الشعراء من مراثيه، ومن ذلك القصيدة التي أنشدها حسان بن ثابت الأنصاري يرثيه فيها، وفيها قال:
ثَلاثَةٌ بَرَّزوا بِسَبقِهُم
نَضَّرَهُم رَبُّهُم إِذا نُشِروا
عاشوا بِلا فُرقَةٍ حَياتَهُمُ
وَاِجتَمَعوا في المَماتِ إِذ قُبِروا
يرثي الشاعر في هذه الأبيات كلًا من الرسول صل الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ويقول بأنهم عاشوا سوية، وعندما ماتوا دفنوا بجانب بعضهم البعض.
فَلَيسَ مِن مُسلِمٍ لَهُ بَصَرٌ
يُنكِرُ مِن فَضلِهِم إِذا ذُكِروا
ومن ذلك أيضًا قصيدة أنشدتها زوجة عمر بن الخطاب عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وفيها تقول:
عينُ جودي بِعبرةٍ ونحيب
لا تملّي عَلى الأمين النجيبِ
فَجَعتني المنونُ بالفارسِ المعلمِ
يومَ الهياجِ والتثويبِ
عصمةُ الناسِ وَالمعينُ على الدهرِ
وَغيثُ المحروم والمحروبِ
قُل لأهلِ الضراءِ وَالبؤسِ موتوا
قَد سَقته المنون كأس شعوبِ
الخلاصة من قصة القصيدة: للخليفة كان عمر بن الخطاب رجلًا صاحب هيبة، وعندما توفي رثاه الكثير من الشعراء.