قصة قصيدة جاء الهلالي من أقصى الشمال

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جاء الهلالي من أقصى الشمال:

أمّا عن مناسبة قصيدة “جاء الهلالي من أقصى الشمال” فيروى بأنّ الزعيم الهلالي قد اتجه نحو عُمان من بادية الإمارات، وكان معه جيشًا كبيرًا، وعندما وصل خبر مسيره إلى الأمير فلاح بن محسن وهو أمير إمارة نبهان، فقام بإرسال الرسل إلى زعماء القبائل، يطلب منهم مؤازرته، وقد استجابوا جميعهم لدعوته، وعندما تأكد الأمير فلاح من أن جميع القبائل معه، وبأنه قد أصبح تحت يده جيشًا كبيرًا، بعث إلى الهلالي يحذره وينذره، فتيقن الهلالي من أن الأمير فلاح قد قام بحشد عدد كبير من الجنود، فغير من طريقه، وتوجه إلى منطقة يقال لها صحار، وجلس فيها يخطط للقتال، ويدرس ما طرأ من متغيرات.

وبعد دراسة من الهلالي، قرر أن يقوم بالحرب، ولكنه لقي هزيمة نكراء من الأمير فلاح ومن معه من جيوش، ووقع الهلالي أسيرًا، ولكن الأمير فلاح قام بإطلاق سراحه، كونه واثقًا من أن الهلالي لن يقوم بالهجوم عليه مرة أخرى، ولكن الهلالي قام بمعاودة الكرة، وهزم مرة أخرى، فالتجأ إلى حاكم الرستاق، فأمده الأخير بجيش من عنده، وقامت بينه وبين النبهانيين حروبًا طويلة، انتصر في نهايتها الهلالي عليهم، فتشجع على أن يقوم بغزو مدينة نزوى، لكن النبهانيين هجموا عليه في الصباح الباكر، وألحقوا به خسائر فادحة، وقتل الهلالي في المعركة، وهرب رجاله، ولكن النبهانيين تمكنوا من الإمساك بهم وأسرهم، وعندما عرضوا على الأمير فلاح عفا عنهم.

وفي خبر هذه الحروب التي انتصر فيها الأمير مفلح والنبهانيين على الهلالي، أنشد الشاعر موسى بن حسين بن شوال الكيذاوي يهنئ الأمير، قائلًا:

جاء الهلالي من أقصى الشمال إلى
عمان يقدمُ جيشاً أرعَناً مجِرِا

وقال لا أنتهي عن حربكم أبدا
حتى يُردَّ حِزامٌ بعدما قُهرا

ودون ملكِ حزامٍ في تطلُّبهِ
خرطُ القتاد ولم بالحادثات درى

قد دبر المَلك الأستاذُ تهيئةً
تدبيرَ من في الأحامي اْرسل النظرا

وفرق الكُتْبَ من بَهلا إلى سَمَدٍ
إلى دبا آمراً بالحرب منتصرا

مضمِّناً كل طِرسٍ كل معجزة
تصمُّ سمعَ العدا أو تُذهب البصرا

حتى تكاملت الرايات جامعةً
عساكراً تجمع الأملاك والوزرا

وقد تكاثرت الأنذارُ عنه إلى
أن صدّق الخصم لما استكثر النُّذُّرا

فحين أيقن أن الأمر مشتكلٌ
وأنما الليث في غاباته زأرا

فمال نحو صحارٍ في ممالكه
يرى من الأمر ما لاكان قبلُ يرى

نبذة عن الشاعر موسى الكيذاوي:

هو  موسى بن حسين الحسيني الكيذاوي، شيخ وشاعر، اشتهر بفصاحته، من مواليد بلدة محليا في وادي عندام في سلطنة عمان.


شارك المقالة: