قصة قصيدة جزى الله أهل الكوفة اليوم نصرة
كانت هنالك خلافات عديدة بين الخلفاء في العصر الإسلامي والعصور اللاحقة، ومن هذه الخلافات الخلاف الذي كان بين علي بن أبي طالب وبين معاوية بن أبي سفيان، وكان شاعرنا قيس بن سعد بن عبادة ممن ناصروا علي بن أبي طالب.
أما عن مناسبة قصيدة “جزى الله أهل الكوفة اليوم نصرة” فيروى بأن قيس بن سعد بن عبادة كان يحث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على مقاتلة معاوية بن أبي سفيان ومن معه، وفي يوم من الأيام قال له: يا أمير المؤمنين، لا يوجد أحب إلينا في هذه الأرض منك لكي تقيم فينا، ولكن والله لو أنك تركت معاوية بن أبي سفيان للمكر ليفسدن اليمن ومصر والعراق، ومعه جماعة قد اكتفوا بالظن عن العلم، وبالشك عن اليقين، وبالهوى عن الخير، وقد وافقوا على قتل عثمان بن عفان، فاخرج له ومعك أهل الحجاز والعراق، فقال له أمير المؤمنين: أحسنت يا قيس.
ومن ثم قام علي بن أبي طالب بإرساله إلى الكوفة لكي يدعو أهلها إلى نصرته، فخرج ومعه الحسن بن علي، وعندنا وصلا إلى هنالك، خطب الحسن بن علي في أهل الكوفة، ومن ثم قام قيس، وحثهم على القتال مع علي بن أبي طالب، فقام خطباء الكوفة وكبارها، وبايعوه على القتال معه، وقال له رجل يقال له النجاشي الحارثي:
رَضِينَا بِقسمِ اللهِ إذْ كَانَ قِسْمَنَا
عَلِي وأَبْنَاءُ النَّبِيّ مُحَمَّدِ
وَقُلْنَا لَهُ أهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَاً
نُقَبِّلْ يَدَيْهِ مِنْ هَوَى وَتَوددِ
فَمُرْنَا بِمَا تَرْضَى نُجِبْكَ إلى الرضَا
بِصُمّ العَوَالِي والصَّفِيحِ المُهَنَّدِ
وتَسْوِيدِ مَنْ سَوَّدْتَ غَيرَ مُدَافَعٍ
وَإنْ كانَ منْ سَوَّدْتَ غَيْرَ مُسَوَّدِ
فإنْ نِلتَ مَا تَهْوَى فَذَاكَ نُرِيدُهُ
وإنْ تُخْطِ مَا تَهْوَى فَغَيْرُ تَعَمُّدِ
وأنشد قيس بن سعد حين نصر أهل الكوفة علي بن أبي طالب قائلًا:
جزى الله أهل الكوفة اليوم نصرة
أجابوا ولم يأبوا بخذلان من خذل
يشكر الشاعر في هذا البيت أهل الكوفة لأنهم نصروا الخليفة علي بن أبي طالب، ويطلب من الله أن يجزيهم على ذلك خير جزاء، فهم لم يتخاذلوا.
وقالوا علي خير حاف وناعل
رضينا به من ناقضي العهد من بدل
هما أبرزا زوج النبي تعمدا
يسوق بها الحادي المنيخ على جمل
فما هكذا كانت وصاة نبيكم
وما هكذا الانصاف أعظم بذا المثل
فهل بعد هذا من مقال لقائل
ألا قبح الله الأماني والعلل
نبذة عن قيس بن سعد بن عبادة
قيس بن سعد بن عبادة الساعدي الخزرجي، وهو من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو من أكرم بيوت العرب وأعرقها نسبًا، وأبوه هو الصحابي الجليل سعد بن عبادة سيد الخزرج، توفي في المدينة المنورة.
الخلاصة من قصة القصيدة: حث قيس بن سعد بن عبادة الخليفة علي بن أبي طالب على قتال معاوية بن أبي سفيان، فأخرجه إلى الكوفة، لكي يطلب النصرة من أهلها، فخرج، وطلب منهم النصرة فنصروه، فأنشد في ذلك شعرًا.