قصة قصيدة جزى الله خيرا من كفلت بحبه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جزى الله خيرا من كفلت بحبه

أمّا عن مناسبة قصيدة “جزى الله خيرا من كفلت بحبه” فيروى بأنه كان لأبي الخطاب النحاس جارية يقال لها ذات الخال، وكانت هذه الجارية من أجمل نساء عصرها، ومن أكثرهن كمالًا، وكانت تضع خالًا فوق فمها، وبسبب ذلك سميت بذات الخال، وكان إبراهيم الموصلي يحب هذه الجارية، بل إنه كان يعشقها، وكان إبراهيم الموصلي ينشد العديد من القصائد فيها، ويتغنى فيها، وقد شهرت، وذاع خبرها بين أهل بغداد بسبب أشعاره فيها، وكان مما أنشد فيها:

أذات الخال قد طال
بمن أسقمته الوجع

وليس إلى سواكم في
الذي يلقى له فزع

أما يمنعك الإسلام
من قتلي ولا الورع

وما ينفك لي فيك
هوًى تغتره خدع

ومنه قوله:

جزى الله خيراً من كفلت بحبه
وليس به إلا التموه من حبي

وقالوا قلوب الغانيات رقيقةٌ
فما بال ذات الخال قاسية القلب

وقالوا لها هذا حبيبك معرضاً
فقالت لهم إعراضه أيسر الخطب

فما هي إلا نظرةٌ بتبسمٍ
فتنشب رجلاه ويسقط للجنب

وأخذت شهرتها تزداد حتى وصلت إلى الخليفة هارون الرشيد، الذي بعث إلى مولاها واشترها منه بسبعين ألف درهم، وفي يوم من الأيام كان الخليفة في مجلسه، وكانت ذات الخال عنده، فقال لها: أسألك عن شيء؟، وعليك أن تجيبي بصدق، فقد صدقني غيرك، فقالت له: نعم يا مولاي، سوف أصدقك، فقال لها: هل كان بينك وبين إبراهيم الموصلي شيء؟، فقالت له بعد أن سكتت طويلًا: نعم يا مولاي، فكرهها بسبب ذلك، ووهبها لرجل يقال له حمويه الوصيف.

وفي يوم اشتاق لها الخليفة، فبعث في طلب حمويه الوصيف، وقال له: ويحك، أهديتك تلك جارية، وأنت تسمع غنائها لوحدك، فقال له حمويه: مر بما تريد، فقال له الرشيد: حسنًا، في الغد أنا ضيف عندك، فخرج حمويه، وتوجه إلى بيته، وتجهز لزيارة الخليفة، كما توجه إلى بعض محال الصاغة، واستعار من عندهم عقودًا ثمينة، وألبسها إياها، وأخرجها إلى الخليفة، وعندما رآها الخليفة، قال له: ويحك، من أين لك هذا؟، إني لم أضعك في منصب يكسبك مثل ما تلبس ذات الخال، فأخبره بخبر ما فعل، فبعث الخليفة في طلبهم، وعندما أتوه، اشترى منهم جميع العقود، ووهبها لذات الخال.

نبذة عن إبراهيم الموصلي

هو إبراهيم بن ميسون الموصلي، واحد من اشهر المغنيين في العصر العباسي، ولد في الكوفة في العراق وتوفي في بغداد.


شارك المقالة: