قصة قصيدة جعلت لعراف اليمامة حكمه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جعلت لعراف اليمامة حكمه

أمّا عن مناسبة قصيدة “جعلت لعراف اليمامة حكمه” فيروى بأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل الصحابي النعمان بن البشير، لكي يقوم بجمع صدقات كل من بني عذرة، وبني سلامان، وبني الحارث، وجميعهم من قضاعة، فتوجه إلى ديارهم وجمع الصدقات، وقام بتقسيمها بين أهلها، وعاد إلى المدينة المنورة بما تبقى من صدقات، وبينما هو في طريقه، نزل على ديار عدي، ودخل إلى حي من أحيائهم، وهو حي لبني هند، وبينما هو يسير في حيهم، مر من أمام بيت، وكان على بابه عجوز جالسة، وشاب نائم في ظله، فاقترب من الشاب، ورد عليه السلام، فأخذ الشاب ينشد قائلًا:

جَعَلْتُ لِعَرّافِ اليَمامةِ حُكْمَهُ
وعَرّافِ حَجْرٍ إِنْ هما شَفياني

فقالا نَعَمْ نَشْفي مِنَ الدّاءِ كُلِّهِ
وقاما مع العُوّادِ يَبتَدِرانِ

نعم وبلى قالا متى كنتَ هكذا
لِيَسْتَخْبِراني قلتُ منذ زَمانِ

فما تركا من رُقْيَةٍ يَعْلَمانِها
ولا شُرْبَةٍ إِلاّ وقد سَقَياني

فما شَفَيا الدّاءَ الذي بيَ كُلَّهُ
وما ذَخَرا نُصْحاً ولا أَلَواني

فقالا شفاكَ اللهُ واللهِ ما لَنا
بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضّلوعُ يَدانِ

فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتي
عَنِ الرّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ

ومن ثم شهق شهقة، ومات من فوره، وعندما نظر إليه النعمان بن البشير ورآه ميتًا، نظر إلى العجوز، وقال لها: والله لا أظن بأن هذا الشاب نائمًا، بل أظنه قد مات، فقامت العجوز، ونظرت إليه، وعندما تأكدت من أنه قد مات، قالت: فاض ورب محمد، فقال لها النعمان: من هذا الشاب؟، فقالت له: هو عروة بن حزام، وأنا أمه، فقال لها النعمان: فما الذي أوصله إلى هذا الحال؟، فقالت له: العشق، فوالله إني لم أسمعه ينطق بكلمة منذ سنة، حتى صباح هذا اليوم، فإني سمعته يقول:

من كان من أمهاتي باكيا أبدا
فاليوم إني أراني اليوم مقبوضا

يسمعنينه فإني غير سامعة
إذا علوت رقاب القوم معروضا

فقام النعمان عليه، وغسله، وكفنه، وصلوا عليه، ودفنوه.

نبذة عن عروة بن حزام

هو عروة بن حزام بن مهاجر الضني، ولد في الحجاز، وهو من بني عذرة، وأحد متيمي العرب.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: