نقص عليكم اليوم شيئًا من سيرة الفقيه أبي حامد الإسفراييني، وما قال فيه بعض العلماء.
من هو أبو حامد الإسفراييني؟
هو أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الإسفراييني، فقيه شافعي المذهب من فقهاء مدينة بغداد في العصر العباسي.
قصة قصيدة جفاء جرى جهرا لدى الناس وانبسط
أما عن مناسبة قصيدة “جفاء جرى جهرا لدى الناس وانبسط” فيروى بأن أبو حامد الإسفراييني كان من كبار علماء مدينة بغداد في زمانه في الأدب وفي الدين، وكان قد أتى إلى مدينة بغداد وهو ابن العشرين، ودرس الفقه على يد كل من أبي القاسم الداركي، وأبي الحسن المرزبان، وكان قد برع في المذهب الشافعي، وعظم شأنه عند الملوك، وكان له مجلس في بغداد، وكان يحضره ما يزيد على الثلاثمائة فقيه، واتفق أهل عصره على تقديمه وتفضيله عن بقية العلماء، وكان الناس يقولون بأنه لو أن الشافعي رآه لفرح به، ويروى بأن أبا الحسين القدوري كان يفضله ويعظمه على كل الناس، وكان يقول بأن أبا حامد عنده أفقه من الإمام الشافعي.
ويروى بأنه كان إن قام من مجلس ناظر به أحد، ندم في كل مرة على معنًا كان يجب عليه ذكره ولم يذكره، وفي يوم من الأيام ناظر أحدهم في مجلس، فقال له من كان يناظره كلام لا يليق، وبعد أن انتهت المناظرة، أتاه من كان يناظره، واعتذر منه على ما بدر منه، فأنشده أبياتًا من الشعر قال فيها:
جفاء جرى جهرا لدى الناس وانبسط
وعذر أتى سرا فأكد ما فرط
ومن ظن أن يمحو جلي جفائه
خفي اعتذار فهو في أعظم الغلط
يعاتب الشاعر من أمامه ويقول له بأن قد جفاه أمام الناس وكان فرحًا بذلك، وعندما كانا وحيدان اعتذر منه، فلن يمحو اعتذاره في السر ما قاله أمام الناس، وإن كان يظن بأن هذا الاعتذار سوف يمحي الجفاء الذي حصل فهو في غلط عظيم.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان أبو حامد الإسفراييني من علماء مدينة بغداد في الفقه، وكان من أكبر علماء زمانه، واشتهر بغزارة علمه، حتى أن أحدهم فضله على الشافعي، وكان كثيرًا ما يجلس للمناظرة.