قصة قصيدة حاشا لربة بيت منك صالحة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة حاشا لربة بيت منك صالحة

أمّا عن مناسبة قصيدة “حاشا لربة بيت منك صالحة” فيروى بأن شداد غضب في يوم من الأيام من ابنه عنترة غضبًا شديدًا، وكان ذلك بسبب قيام أحد الحاسدين لعنترة بالوشاية به إليه، فأحضره، وأراد أن يضربه، وكان يومها ما زال غلامًا صغيرًا، ولكن زوجته سمية منعته من ذلك، ولكنه لم يمتنع، وأخذ يضرب عنترة بسوط كان في يده، وعندما رأت زوجته ذلك، أخذت تبكي، ونزلت دموعها، وقامت إليه، وأمسكت السوط منه، فقام بدفعها عنه، وأوشك أن يضربها، فوضعت نفسها أما عنترة، وأمسك شداد بها من حجابها، فسقط عن رأسها، وبقيت مكشوفة الرأس، فقالت له: والله لن أدعك تضربه، حتى تقوم بضربي قبله، فرمى السوط من يده، وقال لها: ويحك، تعرضين نفسك للضرب من أجل هذا العبد، ولا تمكنيني من الوصول إليه، وقد كنتي فيما سبق تحرضيني عليه، فما الذي وضع في قلبك هذه المحبة له، فخجلت وأخذت تنشد قائلة:

حاشا لربة بيت منك صالحةٍ
كفت يديك فعادت منك بالخجلِ

تنزه العبد عن أمر عنيت به
حاشا لعنتر من شينٍ ومن زلل

هذا الشجاع الذي عاينت مشهده
يوم النزال كمثل الضيغم البطل

لولاه ما كان في الأحياء من رجل
يخلص المال من أعداك بالعجل

لما أتتنا خيول القوم غائرةٌ
من آل قحطان مثل العارض الهطل

أجارنا وحمانا بعدما ملكت
منا البنات ونجانا من الوجلِ

فخله فهو ليثٌ في عزيمته
يحمي الحريم ولا يخشى من الأجل

ليث الحروب ونار الحرب موقدةٌ
يلقى الرجال بقلبٍ قدَّ مذ جبل

هذا الهزبر الذي عاينت مشهده
عند اختلاف القنا والطعن بالأسل

لولاه قد كانت الأعداء مالكة
رقابنا وتشتتنا من الحلل

ثم قالت له: لقد هاجمنا بنو قحطان، فسبوا نسائنا، وكادوا أن يجهزوا علينا، لولا بطولته، فهل شجاعته تقابل بمثل ما تفعل له، ثم أخذت تنشد قائلة:

شداد لو ترني والوجه مكشوفُ
وثقل ردفي وراء القوم مردوفُ

وعبلة أردفوها من ورا بطل
ودمعها سائلٌ في الخد مذورف

نساءُ عبس حيارى لا سبيل لها
قناعهنَّ عن الوجناتِ مكشوف

حتى العبيد الأُلى من حولهم هربوا
وكل عبدٍ تولَّى وهو ملهوف

فخاضها عنترٌ والشوس ثائرة
وأفقها بغبار الحرب ملفوف

وصاننا وحمانا بعد غربتنا
مع الرجال وعِرض الكل مقذوف

فرق قلبه لابنه، وفك وثاقه، واعتذر له، وأطلقه.

نبذة عن سمية زوجة شداد

هي سمية زوجة شداد العبسي، شاعرة من شعراء العصر الجاهلي، وهي خالة عنترة العبسي الشاعر الفارس، الذي كان مضرب المثل في الشجاعة والإقدام.


شارك المقالة: