قصة اختراع السوط

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر السوط من الأدوات القديمة، تم استخدامه في مختلف الحضارات والقبائل والشعوب القديمة، لذا كان من المستحيل تتبع أصول السوط كما أنه لا يوجد أدلة واضحة تظهر من هي الحضارات التي قامت باستعماله أولا، لكن أغلب الأدلة التي تم العثور عليها تبين بأنه تم استعماله بشكل شائع جدًا خلال الحضارة المصرية القديمة.

تاريخ اختراع السوط واستعماله خلال الحضارات القديمة

تم استخدام السوط كرمز للمكانة في مصر القديمة، حيث أظهرت العديد من المنحوتات التي تم العثور عليها، بالإضافة إلى تماثيل التوابيت للفراعنة التي تظهر صور ورسومات كدليل على استعمال السوط قديمًا، وذلك من قبل الشخصيات المرموقة والثرية، كان الاستعمال الأساسي للسوط هو الضرب، حيث تم استعماله لضرب الحيوانات أو حتى الأشخاص إمّا كوسيلة للتوبيخ أو العقاب، يوجد العديد من الأنماط والتصميمات المتنوعة السوط، تُعتبر المادة الأكثر شيوعًا لتصنيع السوط هي الجلد.

تم استعمال السوط أيضًا بكثرة في جنوب أفريقيا، عادةً كان يستخدمه الأشخاص لضرب الدواب التي تجر العربات، كما تم استعماله في أوروبا وأمريكا الاستعمارية خاصةً لمعاقبة العبيد في فترة ما قبل الحرب، وبعد أن انتشر استعماله قام صانعو السوط بتطوير صناعته من حيث: التصميم والمواد المستعملة فيه، ذلك أدّى إلى تحسين فعالية استعمال السوط على مر القرون. عادةً ما يتم تصنيع السوط من مقبض قصير، حيث يتراوح طوله بين 20 و 30 سم.

فيما بعد وبعد تطوير صناعته قدم الأستراليون السوط ذو المقبض الطويل إلى الولايات المتحدة، في أمريكا كانت جلود البقر والجلود الخام تستخدم بشكل شائع في صناعة السوط؛ لأنها كانت متاحة بسهولة. ومن ثم تم تصنيعها لاحقًا من النايلون. في أمريكا الجنوبية تم استخدامه كسلاح، بعض الأدلة الأخرى تظهر بأنه أيضًا قد تم تحسين خصائصه في إسبانيا، وقد ظهر ذلك من خلال العثور على الفسيفساء والأواني الفخارية التي يرجع تاريخها إلى حوالي القرنين الثاني والثالث الميلاديين.

أيضًا وجدت أدلة أظهرت بأن الحضارات الرومانية القديمة قامًا باستعماله، في الواقع خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تضاءل الطلب على تصنيع السوط، وذلك بفعل التقدم في التكنولوجيا واستعمال أدوات أكثر تطورًا من السوط، وبحلول منتصف القرن العشرين لم يتبقى سوى عدد قليل من الحرفيين الذين يقومون بصناعة السوط.


شارك المقالة: