نروي لكم اليوم ما كان من أمر جذيمة الأبرش وعدي بن النصر بن ربيعة.
قصة قصيدة حدثيني رقاش لا تكذبيني
أما عن مناسبة قصيدة “حدثيني رقاش لا تكذبيني” لجذيمة الأبرش، فيروى بأن عدي بن النصر بن الربيعة بن الحارث كان نديمًا لجذيمة الأبرش ملك الحيرة، فكان يأتيه كل يوم إلى مجلسه، ويمضي نهاره عنده، وكان لجذيمة أخت يقال لها رقاش، وفي يوم من الأيام رأت رقاش عدي، فأعجبت به، وأوقفته بعد ذلك، وأخذت تتحدث إليه، فوقع الاثنان في عشق بعضهما البعض.
وفي ليلة من الليالي أتاها بعد أن نام أهلها، فحملت منه، وعندما تأكدت من حملها خافت أن تفضح، فأخبرته بأن يجلس مع الملك ويشربان الخمر، فإذا سكر الملك يسأله أن يزوجها له، ففعل كما قالت له، وجلس مع الملك، وأخذ الاثنان يشربان الخمر، فسكر الملك، وعندها طلب منه عدي أن يزوجه رقاش، فزوجه إياها، ودخل عليها في تلك الليلة، وفي اليوم التالي هرب من جذيمة، وعندما علم جذيمة بأن أخته حامل، أحضرها إلى مجلسه، وأنشدها قائلًا:
حدثيني رقاش لا تكذبيني
ألحرّ حملت أم لهجين
يسأل جذيمة الأبرش أخته إن كانت قد حملت من رجل حر أم من عبد من العبيد.
أم لعبد فأنت أهل لعبد
أم لدون فأنت أهل لدون
فقالت له: لقد حملت ممن زوجتني منه، وأنجبت غلامًا سمته عمر، وعندما كبر فقد مدة من الزمن، فوجده مالك وعقيل نديما الملك، فأحضراه إليه، فسر بذلك، فقال لهما: لكما ما تريدان، فسألاه منادمته، فأجابهما إلى ذلك، وبعث به إلى أمه، فألبسته طوقًا، وعندما رآه الملك قال: شب عمرو عن الطوق، وعندما مات جذيمة، أصبح عمر بن عدي ملكًا على الحيرة، فحكمها هو ووالده.