قصة قصيدة حسبت كتابي إذ أتاك تعرضا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة حسبت كتابي إذ أتاك تعرضا

أمّا عن مناسبة قصيدة “حسبت كتابي إذ أتاك تعرضا” فيروى بأن أبو الأسود الدؤلي بعث في يوم من الأيام بكتاب إلى الحصين بن أبي الحر العنبري، وهو جد عبيد الله بن الحسن القاضي، وإلى نعيم بن مسعود النهشلي، وكان وقتها مستلًا بعض أعمال الخراج للخليفة عمر بن الخطاب، وكان نعيم بن مسعود له شأن أيضًا في وقتها.

وبعث بالكتاب مع رسول إليهما، وكان يريد منهما ان يبراه، وعندما وصل الكتاب إليهما، قام نعيم بن مسعود ببره، ولكن الحصين بن أبي الحر قام برمي كتابه وراء ظهره، فعاد الرسول من عندهما، وأخبر أبو الأسود بخبر ما حصل معه، فأنشد أبو الأسود للحصين بن أبي الحر قائلًا:

حسِبت كتابي إذ أتاك تعرُّضاً
لسَيْبك لم يذهب رجائي هنالكا

وخبَّرني من كنتُ أرسلتُ أنما
أخذتَ كتابي مُعرِضاً بشِمالكا

نظرتَ إلى عنوانه فنبذتَه
كنبذِك نعلاً أخلقتْ مِن نِعالِكا

نُعَيمُ بن مسعود أحقُّ بما أتى
وأنت بما تأتي حقيق بذلكا

يصيبُ وما يدري ويُخطِي وما درى
وكيف يكون النُّوك إلا كذلكا

وبعد ذلك بعدة سنين تقدم رجل إلى القاضي عبيد الله بن الحسن بن الحصين بن أبي الحر، وكان وقتها قاضيًا على البصرة، وكان للرجل خصم، وبينما كان يسرد ما حدث معه، خلط في قوله، فتمثل القاضي عبيد الله بقول أبي الأسود الدؤلي، قائلًا:

يصيب وما يَدْري ويُخطي وما درى
وكيف يكون النَّوْك إلا كذلكا

فقال له الرجل: إن رأيت يا مولاي بأن تقربني منك لأقول لك شيئًا، فأذن له القاضي، فاقترب الرجل منه، وقال له: إن أحق الناس بستر هذا الشعر هو أنت، وأنت تعلم فيمن قيل، فابتسم القاضي عبيد الله وقال للرجل: والله إني أرى فيك مصطنعًا، فاخرج من هنا، وعد إلى منزلك، ومن ثم قال لخصمه: إن ما تريد من هذا الرجل، هو في ذمتي، فكم تريد منه؟، فأخبره الرجل، فأمر له بها.

نبذة عن أبو الأسود الدؤلي

هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، شاعر وحدث وعالم وفقيه، ولد في الحجاز في الجزيرة العربية.


شارك المقالة: