قصة قصيدة حكم حكيم الحكماء

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر رجل متمكن من اللغة العربية، ومحاولة الحاسدين له وضعه في موقف محرج أمام الناس، وقدرته على الخروج من هذا الموقف بأفضل طريقة ممكنة.

من هو قائل القصيدة؟

هو أعرابي لم يذكر اسمه في كتب التاريخ، لندرة أخباره وأشعاره.

قصة قصيدة حكم حكيم الحكماء

أما عن مناسبة قصيدة “حكم حكيم الحكماء” فيروى بأنه كان هنالك رجل من الأعراب كان مشهورًا بفصاحته وقوته في اللغة العربية، وكان معتادًا على البقاء في مجلس حاكم المدينة، والاستماع إلى الشعراء في ذلك المجلس، ولكن هذا الرجل كان يعاني من مشكلة في نطق حرف الراء، فقد كان ألدغ في هذا الحرف، وبسبب قوته في النحو والبلاغة واللغة بشكل عام، وبسبب قربه من حاكم المدينة فقد كان هنالك رجال من جلساء الحاكم يبغضونه ويحقدون عليه ويحسدونه.

ولذلك أراد هؤلاء الرجال أن يحرجونه أمام الناس في مجلس الحاكم، فجلسوا في يوم من الأيام سوية، وصاغوا جملة على شكل خبر لم تخل أي كلمة منها من حرف الراء، وفي اليوم التالي وفي مجلس الحاكم، وقف أحدهم وطلب منه أن يلقيها أمام جميع من في المجلس، وكانت الجملة:

أمر أمير الأمراء وزير الوزراء
بحفر بئر في الصحراء
ليشرب منه الشارد والوارد

سمع الرجل هذه الجملة، فوقف من فوره، وأخذ ينشد قائلًا:

حكم حكيم الحكماء
على نديم الندماء

بشقِّ جـُب في البيداء
لـيُسقى منه الغادي والبادي

يقول الشاعر في هذه الأبيات بأن الحكيم قد طلب من جليسه أن يحفر بئرًا لكي يشرب منه الجميع.

فصدم جميع من في المجلس من قوة رده، ومن بلاغته، بينما كاد الحاكم أن يقع على ظهره من شدة الضحك على حسن تصرف هذا الرجل، ورده الصاع صاعين لمن أرادوا به شرًا على سوء نيتهم معه، ومن ثم أمر له بشيء من المال جزاءً له على سرعة بديهته وتمكنه من اللغة.

المصدر: كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديدكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: