قصة قصيدة حيوا تماضر واربعوا صحبي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة حيوا تماضر واربعوا صحبي

إن أمر كل فتاة في يدها لوحدها، فهي من تقرر من تتزوج، وهي من تقرر كل أمور حياتها، وإن كان ذلك غائبًا عن معظم الناس أيامنا هذه وفي الأيام السابقة، إلا أن والد الفتاة في قصتنا كان من القلائل في ما خلا من أيام الذي أدرك ذلك.

أما عن مناسبة قصيدة “حيوا تماضر واربعوا صحبي” فيروى بأن دريد بن الصمة خرج في يوم من الأيام من ديار قومه، وهو على ظهر فرسه، وكان يريد أن يطوف أرجاء العرب، فلم يكن دريد يخاف شيئًا، فقد اشترك من قبل في ما يزيد عن المائة معركة، ولم يهزم في أي واحدة من هذه المعارك، وأصبح صاحب سمعة بين العرب تكفل له الأمن والإكرام، وبينما كان يسير بين أحياء العرب لفت نظره مشهد فتاة وهي ترعى إبل لها، فسأل عنها وأخبروه بأن اسمها تماذر بنت عمرو، وهي أخت صديق له يقال له معاوية، فوقف فرحًا بما رآه من تلك الفتاة وبأنها أخت صديقه، وأخذ ينشد قائلًا:

حَيّوا تُماضِرَ وَاِربَعوا صَحبي
وَقِفوا فَإِنَّ وُقوفَكُم حَسبي

يطلب دريد بن الصمة من رفاقه أن يقفوا معه في يوم زفافه، وأن وقوفهم معه يكفيه.

أَخُناسُ قَد هامَ الفُؤادُ بِكُم
وَأَصابَهُ تَبَلٌ مِنَ الحُبِّ

ما إِن رَأَيتُ وَلا سَمِعتُ بِهِ
كَاليَومِ طالي أَينُقٍ جُربِ

مُتَبَذِّلاً تَبدو مَحاسِنُهُ
يَضَعُ الهِناءَ مَواضِعَ النُقبِ

مُتَحَسِّراً نَضَحَ الهِناءَ بِهِ
نَضحَ العَبيرِ بِرَيطَةِ العَصبِ

فَسَليهُمُ عَنّي خُناسُ إِذا
عَضَّ الجَميعَ الخَطبُ ما خَطبي

وفي اليوم التالي توجه إلى بيت صديقه، فتلقاه معاوية بترحاب وأجلسه في مجلسه، فقال دريد لوالده عمرو: أريد أن أخطب ابنتك، فقال له والدها: مرحبًا بك، إنك كريم لا يشك في حسبك ونسبك، ولا يرد من مثلك عن حاجته، ولكن ابنتي لها في نفسها ما ليس لسواها، وسوف أذكر لها أمرك، ومن ثم دخل إلى ابنته، وأخبرها بأن سيد بني جشم قد أتى يخطبها، فقالت: يا أبي هل تراني تاركة ابن عمي، ومتزوجة من كبير بني جشم؟، فخرج والدها إلى دريد، وأخبره بأنها رفضت، فقال له: لقد سمعت حديثكما، ومن ثم خرج منصرفًا.

نبذة عن دريد بن الصمة

دريد بن الصمة معاوية بن الحارث بن معاوية بن بكر بن علقة بن خزاعة بن غزية بن جشم، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وفارس من فرسان قبيلة هوازن قاتل المسلمين فقتل في معركة حنين.

الخلاصة من قصة القصيدة: رأى دريد بن الصمة في يوم من الأيام فتاة وأعجب بها، فسأل عنها، وعلم بأنها أخت صديق له، فتوجه إلى بيتها، وطلبها من أبيها للزواج، ولكن أباها أخبره بأن أمرها في يدها، وشاورها، فرفضت، فرفض والدها أن يزوجها منه.


شارك المقالة: