قصة قصيدة خرجت أصيد الوحش صادفت قانصا
أمّا عن مناسبة قصيدة “خرجت أصيد الوحش صادفت قانصا” فيروى بأن ذرعة بن خالد العذري خرج في يوم من الأيام إلى الصيد، وبينما هو في طريقه إلى المكان الذي يصطاد به في العادة، مر على ماء لكي يشرب، ويغتسل، فوجد عند الماء جماعة من الفتيات يملأن الماء، وعلى مقربة منهن كان هنالك فتاة تجلس وحدها على جانب الماء، وتمشط شعرها، وكانت قد أسبلته، فأصبح كأنه ليل شديد الظلام، وكان وجهها شديد الجمال كأنه البدر في تمامه، وحينما رآها سقط على الأرض مغشيًا عليه، وعندما رأته الفتاة على هذه الحال، قامت إليه، ورشت شيئًا من الماء على وجهه حتى أفاق.
وعندما أفاق، ووجد بأنها هي من أيقظته، نظر في عينيها، وقال لها: وهل يداوي القاتل من قام بقتله، فقالت له: كفيت ما بك، وأخذت تتحدث معه، حتى حلّ المساء، فقامت وتوجهت عائدة إلى حيها، ومن ثم قام هو وتوجه عائدًا إلى دياره، وكان في طريق عودته يقول: خرجنا لنصيد فاصطدنا، ومن ثم ينشد قائلًا:
خرجت أصيد الوحش صادفت قانصاً
من الريم صادتني سريعاً حبائله
فلما رماني بالنبال مسارعاً
رقاني وهل ميت يداويه قاتله
ألا في سبيل الحب صب قد انقضى
سريعاً ولم يبلغ مراداً يحاوله
وعندما وصل إلى دياره، ودخل إلى بيته، واستلقى على فراشه، وبقي ملازمًا له عدة أيام، وهو ينشد هذه الأبيات، وكانت أمه تسمعه وهو ينشدها، فدخلت إليه، وأصرت عليه بأن يخبرها ما الذي حصل له، فأخبرها بخبر الفتاة، فخرجت أمه إلى الماء، وسألت عن الفتاة فعرفت بأنها ظريفة بنت صفوان بن واثلة العذري، فتوجهت إليها، وأعلمتها بخبر ابنها، وأقسمت عليها بأن تزوره لعله يشفى مما هو فيه، فقالت لها الفتاة إن ذهبت معك، فسوف يخبر أهل الحي أبي بذلك، ولكن خذي معك شيئًا من شعري، فإنه سوف يعرفه، وقصت لها شيئًا من شعرها، وقالت لها بأنه إن أمسكه فسوف يشفى مما هو فيه، فأخذت أمه الشعر، وعادت به إليه، فأمسك به وأخذ يشتم رائحته، حتى شفي شيئًا فشيئًا، حتى اشتهى الطعام، وعاد إلى صحته.
نبذة عن ذرعة بن خالد العذري
هو ذرعة بن خالد العذري، كان غلاماً جميل الوجه، عذب المنطق، عارفاً بأيام العرب وأشعارها.