للقاضي أبو علي التنوخي العديد من الطرائف والنوادر، واليوم نقص عليكم إحدى طرائفه التي حدثت مع جماعة يصلون صلاة الاستسقاء.
من هو أبو علي التنوخي؟
هو أبو علي المحسن بن علي بن محمد بن داوود بن إبراهيم التنوخي الأنطاكي، وهو شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في مدينة البصرة في العراق، وتولى القضاء في العديد من الأقاليم منها عسكر مكرم، كان أديبًا وكاتبًا ومؤرخًا.
قصة قصيدة خرجنا لنستسقي بيمن دعائه
أما عن مناسبة قصيدة “خرجنا لنستسقي بيمن دعائه” فيروى بأن أبا علي التنوخي خرج في يوم من الأيام من منزله، وأخذ يتمشى بين شوارع مدينة البصرة، وقد كانت السماء يومها مليئة بالغيوم، وكانت الغيوم سوداء، محملة بالماء، وكان يبدو بأنها سوف تمطر، وبينما هو يمشي رأى جمعًا من الناس يصلون صلاة الاستسقاء، وكان إمامهم رجل يعرفه التنوخي، فتوجه صوبهم، وانظم إليهم في صلاتهم، وعندما أكملوا الصلاة، نظر التنوخي إلى السماء فوجدها خالية من السحب، وكانت صافية كأنه يوم من أيام الصيف، فأخذ ينشد أبياتًا من الشعر قال فيها:
خرجنا لنستسقي بيُمنِ دُعائه
وقد كادَ هُدب الغيم أن يبلغَ الأرضا
فلمّا ابتدا يدعو تَقَشَّعَتِ السَما
فما تمَّ إِلّا والغمامُ قد انقضّا
يقول أبو علي التنوخي بأنه هو ومن معه قد صلوا صلاة الاستسقاء، وكانت السماء وقتها غائمة، وعندما بدأ الإمام بالدعاء بدأت الغيوم تنقشع، فلم يكمل دعائه إلا والسماء صافية، والغيوم قد ذهبت.
ولبعض الشعراء في هذا المعنى أبياتًا من الشعر، ومنهم أبو الحسن سليمان بن محمد الأندلسي، الذي أنشد في هذا الخبر أبياتًا من الشعر قال فيها:
خرجوا ليستسقوا وقد نجمت
غريبة قمن بهـا الـسـح
حتى إذا اصطفوا لدعوتهـم
وبدا لأعينهم بهـا رشـح
كشف السحاب إجابة لهـم
فكأنهم خرجوا ليستصحوا
الخلاصة من قصة القصيدة: خرج القاضي أبو علي التنوخي في يوم من بيته، وكانت السماء في ذلك اليوم مليئة بالغيوم، ولكنها لا مطر، وبينما هو يمشي رأى جماعة يصلون صلاة الاستسقاء، فانظم إليهم، وعندما أتموا الصلاة نظر إلى السماء فوجدها صافية، فأنشد في ذلك أبياتًا من الشعر.