هنالك رجال أحبوا الله ورسوله أكثر من سواهم، وهم كما يدعوهم الناس عارفون بالله، ومن هؤلاء الإمام أبي محمد عبد الله بن أبي عمران البسكري الضي أنشد قصيدة في حب المدينة المنورة وحب الرسول.
من هو أبو محمد البسكري؟
هو أبو محمد عبد الله بن أبي عمران البسكري، توفي في المدينة المنورة في عام سبعمائة وثلاث عشرة للهجرة.
قصة قصيدة دار الحبيب أحق أن تهواها
أما عن مناسبة قصيدة “دار الحبيب أحق أن تهواها” فيروى بأن الإمام أبا محمد البسكري رأى في يوم من الأيام رسول الله صل الله عليه وسلم في المنام، فقف معه، وأنشده قصيدة كتبها في مدحه، وفيها قال:
دار الحبيب أحق أن تهواها
وتحن من طرب إلى ذكراها
يقول الشاعر في هذا البيت بأن المدينة التي فيها رسول الله صل الله عليه وسلم هي أحق من سواها بأن نحبها ونهواها، ونحن إلى النزول فيها، ونطرب من ذكرها.
وعلى الجفون إذا هممت بزورةٍ
يا ابن الكرام عليك أن تغشاها
فلأنت أنت إذا حللت بطيبةٍ
وظللت ترتع في ظلال رباها
مغنى الجمالِ من الخواطر والتي
سلبت قلوب العاشقين حلاها
لا تحسب المسك الذكي كتربها
هيهات أين المسك من رياها
طابت فإن تبغي لطيبٍ يا فتى
فأدم على الساعات لثم ثراها
وابشر ففي الخبر الصحيح تقرراً
إن الإله بطيبةٍ سماها
واختصها بالطيبين لطيبها
واختارها ودعا إلى سكناها
لا كالمدينة منزلٌ وكفى بها
شرفاً حلول محمد بفناها
خصت بهجرة خير من وطئ الثرى
وأجلهم قدراً وأعظم جاها
وعندما وصل إلى آخر هذه القصيدة حينما قال:
صلوا عليه وسلموا فبذلكم
تهدى النفوس لرشدها وغناها
صلى عليه الله غير مقيدٍ
وعليه من بركاته أنماها
وعلى الأكابر آله سرج الهدى
أكرم بعثرته ومن والاها
وكذا السلام عليه ثم عليهم
وعلى صحابته التي زكاها
أعني الكرام أولي النهى أصحابه
فئة التقى ومن اهتدى بهداها
والحمد لله الكريم وهذه
نجزت وظني أنه يرضاها
قال له رسول الله صل الله عليه وسلم: رضيناها رضيناها.
الخلاصة من قصة القصيدة: رأى أبو محمد عبد الله بن أبي عمران البسكري في منامه الرسول صل الله عليه وسلم، فأنشده قصيدة له يمدحه فيها، فقال له الرسول بأنه قد رضي بها.