قصة قصيدة دخلت على معاوية بن حرب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة دخلت على معاوية بن حرب

أمّا عن مناسبة قصيدة “دخلت على معاوية بن حرب” فيروى بأن عبد العزيز بن زرارة الكلابي كان رجلًا شريفًا من شرفاء قومه، وكان عنده مال وفير، وفي يوم من الأيام خرج إلى مرعى قومه، فرأى هنالك عددًا كبيرًا من الماشية، ولم يدرك بصره مكانًا إلا ورأى فيه حيوانًا قائم على ولده، إما فرس، وإما ناقة، وإما نعجة، فقال لغلام من غلمانه: لمن كل هذا المال؟، فقال له: إنه لآل زرارة، فقال له: إني لا أرى من بين هذه الماشية إلا وكان معها ولدًا، الله كما أحسنت زراعة آل زرارة فأحسن نسلهم، الله إني أشهدك بأني قد حبست نفسي ومالي وأهلي في سبيلك، ثم توجه إلى أبيه، وقال له: يا أبي، ما ترى في رأي؟، فقال له والده: وما هو يا بني؟، فقال له: لقد حبست نفسي ومالي وأهلي في سبيل الله تعالى، فقال له والده: إذن فاخرج في سبيل الله على بركة الله، فعاد إلى منزله، وجهز نفسه للخروج، وقبل أن يخرج قال لأهل بيته: إن لي فيكم قرائب، فلا تزوجوهن إلا من رجل يقبلن به.

وفي يوم من الأيام وفد على معاوية بن حرب، ومكث على بابه، وطاله مكثه، وعندما دخل إلى مجلسه، ووقف بين يديه، قال له: أصلح الله أمير المؤمنين، فإني لم أزل أستدل بالمعروف إليك، وأمتطي في النهار حتى أصل إليك، حتى إذا جاء الليل ارتحت من السفر، ومن شعره في خبر ذلك قوله:

دخـلتُ عـلى مـعـاويـةَ بـن حربٍ
وذلك إذ يــئســتُ مـن الدخـولِ

ومـا نِـلتُ الدخـولَ عـليه حتّى
حــللتُ مَـحَـلَّةَ الرجُـلِ الذليـلِ

وأَغـضَـيـتُ الجـفُون على قذاها
ولم أســمــع إلى قــالٍ وقـيـلِ

فــادركــتُ الذي أمّــلتُ مِــنــهُ
بِـمُـكـثٍ والخـطـاءُ مـع العَجُولِ

ولو أَنّـي عَـجِـلتُ سِـفِهـتُ رأيـي
فلم أكُ بالعجولِ ولا الجهولِ

ومــا لبُّ اللَّبـيـب بـغـيـر حـظٍ
بـأغـنى في المعيشة من فتيلِ

رأيـتُ الحـظَّ يـسـتـر كُـلَّ عـيـبٍ
وهـيـهـات الحـظُوظُ من العقولِ

نبذة عن عبد العزيز بن زارة الكلابي

هو عبد العزيز بن زرارة بن جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كطلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر الكلابي، وهو شاعر من شعراء العصر إسلامي، وقائد من الشجعان، ومن أشراف العرب، كان يعد سيد أهل البادية في زمانه.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: