قصة قصيدة دعوت الهنا ودعوت العلا

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر الصاحب بن عباد وأبي الفتوح، وتنازعهما على وزارة مؤيد الدولة.

قصة قصيدة دعوت الهنا ودعوت العلا

أما عن مناسبة قصيدة “دعوت الهنا ودعوت العلا” لأبي الفتوح فيروى بأن الوزير أبو الفتح ابن ذي الكفايتين كان يكره الصاحب بن عباد، ويريد أن يأخذ مكانه كوزير لمؤيد الدولة، وبسبب ذلك كاد له ودبر له المكائد حتى تمكن من التسبب بعزله عن وزارة مؤيد الدولة، وبعد أن تمكن من عزل ابن عباد عن الوزارة، وبسبب قربه من مؤيد الدولة، قرر مؤيد الدولة أن يضع الوزير أبو الفتوح وزيرًا، واستمر فيها مدة من الزمان.

وفي ليلة من الليالي كان أبو الفتوح في مجلسه، وكان عنده في المجلس عددًا من أصحابه، وكان أبو الفتوح في أتم السرور، وكان مجلسه عامر بالأنواع المختلفة من اللذات، فأخذ ينشد أبياتًا من الشعر، ومن ثم أمر المغنين أن يتغنوا بها، فأخذ يستمع إلى أبياته منهم، وهو في غاية الطرب والسرور والفرح، والأبيات التي أنشدها هي:

دعوت الهنا ودعوت العلا
فلما أجابا دعوت القدح

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه قد دعا الهنا والعلا إليه، وعندما أتياه دعا بكأس الخمر أن يحضر إليه.

وقلت لأيام شرخ الشباب
إليّ فهذا أوان الفرح

إذا بلغ المرء آماله
فليس له بعدها منتزح

وعندما غلب عليه النعاس، التفت إلى أصحابه، وقال لهم: أحضروا إلى مجلسي في صباح الغد، ومن ثم نهض من المجلس، وتوجه صوب بيت منامه، ونام حتى الصباح، ولكنه عندما استيقظ في صباح اليوم التالي وجد جنود مؤيد الدولة على باب بيته، فاستاقوه صوب الخليفة، الذي وضعه في الحبس، وأخذ كل ما كان في بيته من أموال وحواصل، وجعل من مثلًا بين أهل الدولة، وأعاد ابن عباد إلى وزارته.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "التذكرة الحمدونية" تأليف ابن حمدونكتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: