قصة قصيدة دع الخلافة يا معتز عن كثب

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر ابن الرومي:

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جري، اشتهر بابن الرومي، وهو واحد من شعراء القرن الثالث الهجري والعصر العباسي، ولد في عام مئتان وواحد وثلاثون للهجرة في بغداد، اشتهر بكونه سيء الحظ، وبكونه لا يحب الناس، بل على العكس فقد كان يكرههم، وقد كان حاد المزاج، ضعيف الأعصاب.

وعاصر ثمانية خلفاء عباسيين، ولكن معظمهم لم يكونوا يقبلون بشعره، وكانوا يردون قصائده إليه، توفي في عام مئتان وواحد وتسعون للهجرة في بغداد.

قصة قصيدة دع الخلافة يا معتز عن كثب:

أما عن مناسبة قصيدة “دع الخلافة يا معتز عن كثب”، فيروى بأن الشاعر ابن الرومي قد كان مصابًا بعقدة الشؤم، حيث كان إذا رأى غرابًا يخاف مما هو قادم، وكان لا يحب الأسماء التي تجلب الشؤم، فكان إذا خرج من منزله ورأى أي احد ينظر إليه يتشاؤم ويعود إلى منزله، ولا يخرج ثانية في ذلك اليوم، وكان كل ذلك بسبب وفاة أولاده وزوجته وأخوه والكثير من أقاربه ورفاقه، ولكنه وعلى الرغم من كل ذلك يتصل بقصر الخلافة في العصر العباسي، واتصل بالعديد من الخلفاء العباسيين، فقد كان يتردد إلى مجالسهم ويقول فيهم الشعر، وكان وفيًا لهم بشكل كبير.

وبقي ابن الرومي على هذه الحال حتى تغيرت سياسته تجاههم، وبدأ يدعوهم إلى أن يكونوا عادلين رحيمين، ودعاهم أيضًا إلى أن يساووا بين رعيتهم، وبدأ يهجوهم، ومن ذلك أنه في يوم قام بهجاء الخليفة العباسي المعتز بالله، حيث قال فيه:

دع الخلافةَ يا معتزّ عن كثبٍ
فليس يكسوك منها الله ما سلبا

أترتجي لبسها من بعد خلعها
هيهات هيهات فإن الضرع ما حلبا

تالله ما كان يرضاك المليكُ لها
قبل احتقابك ما أصبحت محتقبا

وبقي يهجوه ويعاديه، حتى حصل ما أراد في النهاية، فقد تم عزل المعتز بالله، وأصبح المهتدي بالله الخليفة، وقد كانت علاقته مع الوزير القاسم بن عبيد الله علاقة قوية، ولكنها ساءت في تلك الفترة، فخاف الوزير أن يقوم ابن الرومي بهجائه، فبعث له رجلًا قام بوضع السم في طعامه، وبالفعل تم ذلك.


شارك المقالة: