قصة قصيدة دينار آل سليمان ودرهمهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة دينار آل سليمان ودرهمهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “دينار آل سليمان ودرهمهم” فيروى بأن الشاعر بشار بن برد كان رجلًا جريئًا، وفي يوم من الأيام قام بشار بمدح الخليفة العباسي المهدي، ولكن الخليفة لم يعطه أي مال مقابل مدحه له، فغضب الشاعر بسبب ذلك، وقام بهجائه ببيتين من الشعر قال فيهما:

بني أمية هبوا طال نومكم
إن الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا
خليفة الله بين الناي والعود

فوصل خبر شعره إلى الخليفة، فغضب الخليفة غضبًا شديدًا، ومن ثم توجه إلى البصرة لكي ينظر في أمره، وعندما وصل سمع أذانًا في غير وقته، فسأل عن خبر ذلك، فأخبروه بأن بشار بن برد سكران، فغضب الخليفة، وطلبه، وعندما أحضروه قال له: أتلهو بالأذان أيها الزنديق، وثم أمر بأن يجلد سبعون جلدة، فأخذوه وجلدوه، وما كادوا أن ينتهوا من جلده حتى قارب على الموت، فحملوه على سفينة وألقوا به في الماء.

وعندما وصل خبر وفاته إلى الخليفة ندم على قتله له أشد الندم، وأراد أن يجد شيئًا من أغراضه يحل له قتله به، ويخرج ما في قلبه من ندم، فبعث بأحد رجاله إلى بيته، وأمره بأن يحضر جميع كتبه، فذهب الرجل وأحضر الكتب، فأمر الخليفة رجاله أن يبحثوا في هذه الكتب لعله يجد شيئًا فيها يثبت تهمته له، ولكن الرجال لم يتمكنوا من أيجاد شيء فيها، فأمسك الخليفة بكتاب مختوم ، فشك بان فيه شيء، فأمر أحد رجاله بفتحه وقراءته، فقرأ فيه أن: بسم الله الرحمن الرحيم، فإني قد أردت أن أقوم بهجاء آل سليمان، ولكني تذكرت بأنهم يقربون لرسول الله صل الله عليه وسلم، فتوقفت عن هجائهم، وسلمت أمري لله تعالى فيما يخص ظلمهم لي، وقد كتبت بيتين من الشعر فيهما لم آتي فيهما على ذكر عرضهم، ولم أشكك في إسلام أحد منهم، وهما:

دينار آل سليمان ودرهمـهـم
كالبابليين شدّاً بالـعـفـاريت

لا يوجدان ولا يرجى لقاؤهما
كما سمعت بهاروت وماروت

فقال الخليفة: الآن والله حق الندم.

نبذة عن بشار بن برد

هو بشار بن برد بن يرجوخ (وقيل بهمن) العقيلي، ولد في البصرة، عاصر كل من الدولة الأموية والدولة العباسية، توفي في بغداد.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: