من العرب علماء يتقنون اللغة العربية وعلومها أكثر من غيرهم من العلماء في اللغة، ومنهم عيسى بن عمر البصري الذي يعتبر أحد كبار العلماء في علم النحو.
من هو الفراهيدي؟
هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، وهو شاعر ونحوي من أهل البصرة في العراق.
قصة قصيدة ذهب النحو جميعا كله
أما عن مناسبة قصيدة “ذهب النحو جميعا كله” فيروى بأن عيسى بن عمر أبو عمرو الثقفي البصري، وهو نحوي من أهل البصرة، وعلى يده تعلم العديد من علماء النحو الذين أسسوا علم النحو على الشكل الذي بين يدينا اليوم، ومنهم الفراهيدي وسيبويه.
وقد كان إمامًا من أئمة اللغة والنحو والقراءات، وأخذ علمه عن علماء من أمثال عبيد الله بن كثير، وابن المحيص، وعبد الله بن أبي إسحاق.
وكان سيبويه كثيرًا ما يسأل الخليل بن أحمد الفراهيدي عما صعب وأشكل عليه، وفي يوم من الأيام سأله الفراهيدي عما صنف عيسى بن عمر، فقال له سيبويه: لقد جمع بضعًا وسبعون كتابًا، واختفت كل هذه الكتب سوى كتاب الإكمال، فسأله الفراهيدي عن مكانه، فأخبره بأنه في أرض فارس، ومن ثم قال له: هو الكتاب الذي أسالك منه عن غوامضه، وما يشكل علي فهمه منه، فسكت الفراهيدي برهة، ومن ثم أنشد قائلًا:
ذهب النحو جميعا كله
غير ما أحدث عيسى بن عمر
يمدح الفراهيدي عيسى بن عمر، ويقول بأن النحو كله لا قيمة له، سوى ما أخرجه هو.
ذاك إكمال وهذا جامع
وهما للناس شمس وقمر
وفي يوم من الأيام قال عيسى لأبي عمرو بن العلاء بأنه صاحب بيان أكثر من معد بن عدنان، فقال له ابن العلاء: أخبرني إذًا كيف تقرأ هذا البيت:
قد كنَّ يخبأن الوجوه تسترا
فاليوم حين بدأن للنظار
أو بدين؟ فقال له: بدين، فقال له: لم تصب، ولو أنه قال بدأن، لأخطأ أيضًا، لأن الصواب هو بدون، وكان يريد تغليطه.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان عيسى بن عمر من كبار علماء النحو، وهو الذي تعلم على يد كبار العلماء، وتعلم على يده أمثال سيبويه والفراهيدي.