قصة قصيدة ربما يخفى على مثلك أن الفقر مر المذاق
أمّا عن مناسبة قصيدة “ربما يخفى على مثلك أن الفقر مر المذاق” فيروى بأنه كان هنالك امرأة في العصر الأموي، وكانت هذه الامرأة تعيش مع زوجها وأطفاها، وكان زوجها ميسور الحال، ولكن وفي يوم ضاقت عليه الأحوال، وأصبح لا يملك شيئًا، وبعد أن عاشوا فترة من الزمن على هذه الحال، قررت الزوجة أن تذهب إلى رجل من كبار القوم، وكان هذا الرجل ميسور الحال، فتوجهت إلى قصره، ووقفت على باب مجلسه، وقالت لأحد غلمانه بأنها تريد أن تقابل سيده، فقال لها الغلام: ومن أنت؟، فقالت له: أنا أخت سيدك، وكان الغلام يعلم بأن لا يوجد أي أخت لسيده، فأخبرها أن تنتظره على باب المجلس، ودخل إلى سيده، وقال له: هنالك امرأة في الخارج تقول بأنها أختك، فماذا أفعل يا سيدي؟، فقال له سيده: أدخلها، فخرج الغلام إلى الامرأة وأدخلها إلى المجلس.
ربما يخفى على مثلك أن الفقر مُرُّ المذاق
ومن أجله وقفت مع زوحي على باب الطلاق
فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق
فما عندكم ينفذ وما عند الله باق
فقال لها الرجل: أعيدي ما قلت، فقالت الامرأة: يا أخي:
ربما يخفى على مثلك أن الفقر مُرُّ المذاق
ومن أجله وقفت مع زوحي على باب الطلاق
فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق
فما عندكم ينفذ وما عند الله باق
فقال لها: أعيدي، فأعادت ما قالت مرة أخرى، ثم سألها أن تعيد مرة رابعة، فقالت له: أظن بأنك قد فهمت ما قلت لك، وإن أعدت ما قلت مرة أخرى، فإن في ذلك مذلة لي، وأنا والله لم أعتد أن أذل نفسي لأحد سوى الله تعالى، فقال لها: والله إني قد فهمت ما قلتي، ولكني قد أعجبت بحسن ما قلت، ولو أنك أعدت ما قلت ألف مرة، لقمت بإعطائك عن كل مرة ألف درهم، ثم نادى على غلامه، وقال له: أعطي هذه الامرأة عشرة جمال، وأعطها عشر نوق، وأعطها كما تطلب من الغنم، ومن الأموال أعطها أكثر مما تطلب، وإني بذلك إن شاء الله أكون قد عملت شيئًا ليوم التلاق.
حالة الشاعرة
كانت حالة الشاعرة عندما ألقت هذه الطريقة الشعور بقلة الحيلة، والخوف من أن حالها السيء سوف يوصلها إلى الطلاق مع زوجها.