قصة قصيدة رب ذئب أخذوه
أمّا عن مناسبة قصيدة “رب ذئب أخذوه” فيروى بأنه في يوم من الأيام بدأ أحد الذئاب بالتردد على مجموعة من القرى المجاورة لبعضها البعض، وكان كلما دخل إلى قرية من هذه القرى أكل مجموعة من أغنامها، وخرج منها، وكان يعيث خرابًا في هذه القرى، وبدأت هجمات هذا الذئب بالازدياد، وأصبح يدخل إلى هذه القرى كل يوم، فتسبب بخسائر كبيرة لأهل هذه القرى، وفي يوم اجتمع جمع من شبان هذه القرى، وبدأوا يتباحثون في أمر هذا الذئب، وقرروا أن يترصدوا له وينصبوا له كمينًا، فتوجهوا إلى إحدى القرى، وجلسوا ينتظرون هذا الذئب حتى يأتي، وعندما أتى الذئب، خرجوا له، وتمكنوا من الإمساك به، ووضعوه في قفص، وأخذوا يتباحثون فيما سيفعلون به، وعن الكيفية التي سيعذبونه بها، بسبب كل الخسائر التي تسبب بها لهم.
وبينما هم يتشاورون، قال أحدهم: أنا أعرف ماذا علينا أن نفعل بهذا الذئب، فقال له الآخرون: وماذا علينا أن نفعل؟، فقال: نقوم بقطع يداه وقدماه، وندق له أسنانه، ونقطع له لسانه، فقالوا له: والله إنه رأي سديد، ولكن لنستمع لغيرك، لعلنا نجد طريقة أفضل لتعذيبه، فوقف رجل، وقال لهم: أنا أقول بأن نقوم بصلبه، ومن ثم نقوم برشقه بالسهام، وبذلك نعذبه، ونقتله في النهاية، فقالوا له: والله إنه خيار صائب، ولكن لنستمع لغيرك، فوقف أحدهم وقال: أنا عندي أفضل طريقة نعذبه فيها، فقالوا له: وما هي هذه الطريقة؟، فقال لهم: نقوم بإيقاد نار كبيرة، ونقوم بإلقائه في هذه النار، ولكنهم لم يقتنعوا بطريقته، وعندما لم يتمكن القوم من إيجاد طريقة مناسبة لكي يعذبوه فيها، وتمكن الغضب منهم لعدم قدرتهم على ذلك، وقف رجل من الرجال، وكان هذا الرجل متزوجًا، وقال لهم: هل تعرفون ماذا عليكم أن تفعلوا به؟، فقالوا له: لا والله لا نعلم، فقال لهم: عليكم أن تقوموا بتزويجه من ذئبة، وتقوموا بحبسه في غرفة واحدة مع زوجته، فإن الزواج هي أفضل طريقة للتعذيب، وفي خبر هذه القصة أنشد الشاعر قائلًا:
رب ذئب أخذوه
وتماروا في عقابه
ثم قالوا زوجوه
وذروه في عذابه.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة التهكم من الزواج، وبأنه أفضل طريقة لعقاب الرجل.