ماذا تعرف عن الذئب القطبي وحياة صغيره

اقرأ في هذا المقال


ذئب القطب الشمالي أو ذئب الشمال الأبيض أو الذئب القطبي هو وصغاره بفضل عزلته لا يتعرض للتهديد بالصيد وتدمير موطنه مثل أقاربه الجنوبيين، وفي الواقع ذئب القطب الشمالي هو النوع الفرعي الوحيد من الذئاب غير المهددة، والذئاب القطبية الشمالية نوع فرعي من الذئب الرمادي ولكنه أصغر حجمًا وأخف في اللون مما يساعدها على الاندماج في محيطها الثلجي.

الموئل والتوزيع للذئب القطبي وصغيره

تعد ذئاب القطب الشمالي نوعًا فرعيًا من الذئب الرمادي وتعيش في مناطق القطب الشمالي في جرينلاند وأمريكا الشمالية حيث نادرًا ما ترتفع درجات الحرارة فوق 30 درجة مئوية ولكن لا تمتد إلى البر الرئيسي لأوروبا أو آسيا، كما أنّهم هم وصغارهم يقضون 5 أشهر من السنة في الظلام، وذلك بسبب الثلوج والجليد التي تغطي معظم موطنها تقريبًا على مدار السنة وهناك عدد قليل من النباتات وبالتالي كميات قليلة من الفرائس، وهذا يعني أنّه يجب عليهم السفر عبر مناطق واسعة للصيد.

المظهر للذئب القطبي وصغيره

معطف ذئب القطب الشمالي ومعطف صغيره يتكيف بشكل خاص مع المناخ البارد الذي يعيش فيه، فلها فرو سميك يحافظ عليها دافئة ويبقون بلونهم الأبيض طوال العام مما يوفر تمويهًا مثاليًا، وهذه الفراء الموسمية السميكة المموه التي يمتلكها البالغين وكذلك الصغار مع اختلاف اللون تكون دائمًا سميكة وعازلة للغاية، وتوجد طبقات داخلية وخارجية للفراء للبالغين والصغار مع كون الجزء الداخلي عبارة عن شعيرات أقصر أنعم للعزل والشعر الخارجي الأطول عبارة عن طبقة مقاومة للماء والثلج تزداد سماكة مع بدء الطقس البارد، ومع توفر الفراء على الكفوف للبالغين والصغار لعزلهم عن الثلج والجليد وأيضًا لتوفير قبضة أفضل على الأسطح الزلقة.

وهناك طبقة سميكة من دهون الجسم للذئب القطبي وصغيره للعزل وتخزين الطعام للمساعدة في البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء عندما يكون الإمداد الغذائي متقطعًا، وعادة ما تكون أصغر من الذئاب الأخرى ذات الأذنين الصغيرة والكمامات والساقين، مما يساعد على تقليل فقدان الحرارة عند التعرض لدرجات الحرارة الباردة، وتعد ذئاب القطب الشمالي أصغر من الذئاب الرمادية حيث أنّ لديها آذان صغيرة في الحجم ولديها كمامات قصيرة أيضًا للاحتفاظ بحرارة الجسم.

المقاس والوزن للذئب القطبي وصغيره

يمكن أن يصل وزن الذكور إلى 46 كجم بينما تكون الإناث أخف وزنًا عند 37 كجم، ويصل طولها إلى 100-180 سم (39-71 بوصة)، أما صغار الذئب القطبي تزن عادة كل منهم حوالي رطل.

التواصل والإدراك للذئب القطبي وصغيره

الذئاب أسطورية بسبب عواء العمود الفقري الذي يستخدمونه للتواصل، حيث يعوي الذئب المنفرد لجذب انتباه قطيعه في حين أنّ العواء الجماعي قد يرسل رسائل إقليمية من حزمة إلى أخرى، وبعض العواء تصادمية، وتمامًا مثل نباح الكلاب المنزلية قد تبدأ الذئاب ببساطة في العواء؛ لأنّ الذئب القريب قد بدأ بالفعل، كما إنّهم يعوون لأسباب عديدة مثل الإشارة إلى موقعهم لأعضاء المجموعة الآخرين أو جمع الأعضاء معًا للبحث، ويمكن للعواء أيضًا تحذير الذئاب المجاورة للابتعاد عن أراضيها، ويستخدمون علامات الرائحة لتوصيل الحدود الإقليمية وكذلك وجودهم إلى الذئاب الأخرى.

التكاثر للذئب القطبي وصغيره

نظرًا لأنّ التربة الصقيعية (الأرض المتجمدة بشكل دائم) تمنع ذئب القطب الشمالي من حفر عرين لها ولصغارها لتحميهم، فإنّهم يعيشون عادةً إمّا في نتوءات صخرية أو في كهوف، وفي كل عام تلد الأم الذئب اثنين أو ثلاثة صغار التي يطلق عليها بالجراء، ومن الممكن أن يعيشوا لمدة تصل إلى 10 سنوات ولكن 7 سيكون متوسط ​​العمر المتوقع الأكثر شيوعًا لهذا النوع في البرية.

كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من الذئاب يُسمح فقط لإناث ألفا وبيتا الأعلى مرتبة في العبوة بالتزاوج والتكاثر وتعد من الأنواع أحادية الزواج، وهذا يضمن عدم انتشار الموارد الغذائية النادرة في الوقت الحرج بشكل ضئيل للغاية عبر عدد كبير جدًا من الجراء، مما قد يؤدي إلى موت جميعهم أو العديد منهم، ويكون موسم تكاثرهما عادة بين شهري يناير ومارس، ويتكاثر زوج ألفا فقط وتستمر فترة الحمل حتى 61 يومًا.

حيث يولد ما يصل إلى اثني عشر جروًا في المرة الواحدة بلونهم البني، وقد تلد ذئاب القطب الشمالي في جب محفور في الأرض أو ثلج حيث يكون ذلك ممكنًا، على الرغم من أنّ هذا ليس هو الحال دائمًا إذا تم تجميد الأرض بشدة، كما سيتم استخدام أوكار جاهزة في الصخور أو الكهوف أو تلك التي حفرتها ذئاب أخرى في السنوات السابقة، وغالبًا ما يعيشون في مجموعات تصل إلى 10 أفراد ذات تسلسل هرمي معقد للغاية التي عادة ما يقوم هذا القطيع بحماية الجراء، فالذكر والأنثى المهيمنان مدى الحياة

تتمتع والدتهم بحماية كبيرة ولا تسمح لأفراد المجموعة الآخرين بالدخول إلى العرين حتى يبلغ عمر الجراء أسبوعين، ويتم فطام الجراء بعد حوالي شهرين، وبعد هذه المراحل المبكرة من التطور يساعد الآباء في تربية الجراء من خلال تعليمهم اللعب والصيد، والجراء قوية بما يكفي في عمر ستة أشهر للسفر وسوف تنضم إلى بقية المجموعة لتعلم مهارات البقاء على قيد الحياة، كما أنّه ينضج الذكور جنسياً في عمر سنة واحدة والإناث في سن الثانية تقريباً.

تميل الأمهات إلى إنجاب اثنين أو ثلاثة صغار فقط ويولد الجرو أصمًا وأعمى ولديهم فرو داكن، وبعد شهر واحد يبدأون في الفطام وعند هذه النقطة تبدأ العبوة بأكملها في مساعدتهم في إطعامهم عن طريق اجترار طعامهم، ويبدأون في الاستكشاف خارج العرين بعد شهرين وفي ستة أشهر يبدأون في السفر مع العبوة، وتصبح ناضجة في عمر 2-3 سنوات.

النظام الغذائي للذئب القطبي وصغيره

هذه الذئاب تصطاد فريستها -من دون تواجد صغارها- مثل الثيران والرنة كحزمة، وسوف يأكلون أيضًا الأرانب القطبية والليمون ومجموعة متنوعة من الحيوانات الصغيرة الأخرى، وتسمح لهم حاسة الشم القوية باستشعار الفريسة من على بعد 1.6 كم وسوف يبحثون عن الحيوانات المسنة أو المريضة أو المصابة مما يسهل اصطيادها، ويأكلون كل فرائسهم بما في ذلك العظام حيث لن يكون لديهم سوى مطاردة ناجحة في واحدة من كل عشر محاولات يقومون بها.

تعتبر الذئاب جزءًا من عائلة آكلات اللحوم ولكنها في بعض الأحيان تستهلك التوت أو الجذور أو غيرها من العناصر غير اللحوم، وقد تعتقد أنّ هذا يجعلهم هم وصغارهم من آكلات اللحوم، ولكنهم يعتبرون في الواقع من آكلات اللحوم الاختيارية، وهذا يعني أنّهم يأكلون اللحوم في المقام الأول، ولكنهم قادرون على تناول بعض العناصر الغذائية والحصول عليها من غير اللحوم أيضًا، ومع ذلك لا يمكن أن تزدهر بدون اللحوم كجزء رئيسي من نظامهم الغذائي، وتعيش ذئاب القطب الشمالي في أقسى مناخ لجميع الذئاب، ويتغذى بشكل أساسي على ثعبان المسك ويقضي ما يصل إلى 5 أشهر من كل عام في ظلام دامس لمدة 24 ساعة.

التهديدات على الذئب القطبي وصغيره

بينما لا تزال ذئاب القطب الشمالي مدرجة حاليًا على أنّها الأقل قلقًا من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إلّا إنّها تواجه تهديدات بما في ذلك كونها فريسة للدببة القطبية وتأثيرات الاحتباس الحراري التي تغير موطنها، فعلى عكس الأنواع الأخرى من الذئاب نادرًا ما يتلامس ذئب القطب الشمالي مع الإنسان لذلك لا يواجه خطر الصيد أو الاضطهاد.

ومع ذلك فإنّ أكبر تهديد للذئب في القطب الشمالي هو وصغيره هو تغير المناخ، حيث جعلت التقلبات المناخية الشديدة في السنوات الأخيرة من الصعب على مجموعات المسك والأرانب البرية في القطب الشمالي العثور على الطعام التي يحتاجونها لهم ولصغارهم وقد تسبب هذا في انخفاض الأعداد، وقد أدى هذا بدوره إلى تقليل الإمدادات الغذائية التقليدية للذئب في القطب الشمالي، وتشكل التنمية الصناعية أيضًا تهديدًا للذئب، حيث يتعدى عدد متزايد من المناجم والطرق وخطوط الأنابيب على أراضي الذئب وتقطع إمداداته الغذائية.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: