قصة قصيدة ردع الفؤاد تذكر الأطراب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ردع الفؤاد تذكر الأطراب

أمّا عن مناسبة قصيدة “ردع الفؤاد تذكر الأطراب” فيروى بأنه في يوم من الأيام كانت فتاة يقال لها سعدى بنت عبد الرحمن بن عوف جالسة في المسجد الحرام في مكة المكرمة، وبينما هي جالسة رأت الشاعر عمر بن أبي ربيعة وهو يطوف في البيت، فبعثت له بإحدى جواريها، وأخبرتها بأن تقول له بأن يأتيها إن فرغ من طوافه، فذهب الجارية إليه، وأخبرته بذلك، وعندما فرغ عمر بن أبي ربيعة من الطواف توجه إلى سعدى.

وعندما أتى عمر بن أبي ربيعة إلى سعدى قالت له: ما لي أراك تائه في بيت الله الحرام، ألا تخاف من الله، ويحك، إلى متى سوف تبقى في ما أنت فيه من سفه، فقال لها عمر: يا هذه، دعك مما تقولينه، أولم تسمعي ما قلت فيك؟، فقالت له: لا والله، لم أسمع، فأنشدها عمر قائلًا:

رَدَعَ الفُؤادَ تَذَكُّرُ الأَطرابِ
وَصَبا إِلَيكِ وَلاتَ حينَ تَصابي

إِن تَبذُلي لي نائِلاً يُشفى بِهِ
سَقَمُ الفُؤادِ فَقَد أَطَلتِ عَذابي

وَعَصَيتُ فيكِ أَقارِبي فَتَقَطَّعَت
بَيني وَبَينَهُمُ عُرى الأَسبابِ

وَتَرَكتِني لا بِالوِصالِ مُمَتَّعاً
مِنهُم وَلا أَسعَفتِني بِثَوابِ

فَقَعَدتُ كَالمُهريقِ فَضلَةَ مائِهِ
في حَرِّ هاجِرَةٍ لِلَمعِ سَرابِ

يُشفي بِهِ مِنهُ الصَدى فَأَماتَهُ
طَلَبُ السَرابِ وَلاتَ حينَ طِلابِ

قالَت سُعَيدَةُ وَالدُموعُ ذَوارِفٌ
مِنها عَلى الخَدَّينِ وَالجِلبابِ

لَيتَ المُغيرِيَّ الَّذي لَم أَجزِهِ
فيما أَطالَ تَصَيُّدي وَطِلابي

كانَت تَرُدُّ لَنا المُنى أَيّامَنا
إِذ لا نُلامُ عَلى هَوىً وَتَصابي

خُبِّرتُ ما قالَت فَبِتُّ كَأَنَّما
رُمِيَ الجَشا بِنَوافِذِ النُشّابِ

وعندما انتهى عمر بن أبي ربيعة من إنشادها شعره فيها، قالت له: أخزاك الله أيها الفاسق، والله إن الله يعلم بأنك كاذب، وبأني لم أقل أي حرف مما نسبته لي، وبأن كل ما نسبته لي ما هو إلا باطل.

نبذة عن عمر بن أبي ربيعة

هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، شاعر من شعراء قريش في العصر الأموي، ولم يكن في زمانه أشعر منه، اشتهر بشعر الغزل، ولد في مكة المكرمة في عام ثلاثة وعشرون للهجرة، وتوفي فيها في عام ثلاثة وتسعون للهجرة.


شارك المقالة: