قصة قصيدة ركزوا رفاتك في الرمال لواء

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ركزوا رفاتك في الرمال لواء

أمّا عن مناسبة قصيدة “ركزوا رفاتك في الرمال لواء” فيروى بأن عمر المختار قد بدأ بقتال الإيطاليين منذ كان في الثالث والخمسين من عمره، واستمر في قتالهم لما يزيد عن العشرين عامًا، وكان قد واجههم في العديد من المعارك، حتى أصبح أكبر همهم أن يلقوا القبض عليه، وتحقق لهم ذلك، حيث قامت مجموعة من الجنود الإيطاليين بالإمساك به، وقاموا بإجراء محاكمة، لم تكن سوى محاكمة كاذبة وصورية، وانتهت بإصدار حكم الإعدام شنقًا، وقاموا بتنفيذ هذا الحم عليه، على الرغم من أنه كان كبيرًا في السن، قد أعياه المرض، وكان في ذلك الوقت في الثالثة والسبعين من عمره، وكان الهدف من القيام بإعدامه أن يضعفوا عزيمة المقاومين، بالإضافة للقضاء على أي حركة معارضة للحكم الإيطالي، ولكنهم لم يكونوا يتخيلون أن حدة الثورات سوف ترتفع، حتى انتهى الأمر بطردهم من ليبيا.

وكان الشهيد عمر المختار قد حاز على تعاطف العديد من الناس بينما كان يقاتل الإيطاليين، وبعد أن مات ازدادت أعداد المتعاطفين معه، فأخبار الرجل الكبير في السن الذي قاتل المعتدين على بلاده قد انتشرت في جميع أنحاء البلاد، حتى أنها وصلت إلى كافة الأقطار العربية، وبعد أن انتشرت صورة شنقه، تعاطف معه عدد كبير من الناس من العرب وغيرهم، فأصبح شهيدًا بطلًا، وقام العديد من الشعراء برثائه بقصائد رائعة، ومنهم الشاعر أحمد شوقي الذي رثاه بقصيدة قال فيها:

رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَ
يَستَنهِضُ الوادي صَباحَ مَساءَ

يا وَيحَهُم نَصَبوا مَناراً مِن دَمٍ
توحي إِلى جيلِ الغَدِ البَغضاءَ

ما ضَرَّ لَو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَدٍ
بَينَ الشُعوبِ مَوَدَّةً وَإِخاءَ

جُرحٌ يَصيحُ عَلى المَدى وَضَحِيَّةٌ
تَتَلَمَّسُ الحُرِّيَةَ الحَمراءَ

يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا
يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ

تِلكَ الصَحاري غِمدُ كُلِّ مُهَنَّدٍ
أَبلى فَأَحسَنَ في العَدُوِّ بَلاءَ

وَقُبورُ مَوتى مِن شَبابِ أُمَيَّةٍ
وَكُهولِهِم لَم يَبرَحوا أَحياءَ

لَو لاذَ بِالجَوزاءِ مِنهُم مَعقِلٌ
دَخَلوا عَلى أَبراجِها الجَوزاءَ

فَتَحوا الشَمالَ سُهولَهُ وَجِبالَهُ
وَتَوَغَّلوا فَاِستَعمَروا الخَضراءَ

وَبَنَوا حَضارَتَهُم فَطاوَلَ رُكنُها
دارَ السَلامِ وَجِلَّقَ الشَمّاءَ

نبذة عن أحمد شوقي

هو أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أحد أشهر شعراء العصر الحديث، يلقب بأمير الشعراء، ولد وتوفي في مدينة القاهرة في مصر.


شارك المقالة: