نروي لكم اليوم شيئًا عن نجم الدين عمارة، وما حصل له في العصر الفاطمي، وما حصل له مع صلاح الدين الأيوبي بعد أن تمكن الأخير من إزالة الدولة الفاطمية.
من هو نجم الدين عمارة؟
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، من أهل اليمن.
قصة قصيدة رميت يا دهر كف المجد بالشلل
أما عن مناسبة قصيدة “رميت يا دهر كف المجد بالشلل” فيروى بأن الفقيه نجم الدين عمارة كان من الأدباء الماهرين، بالإضافة لكونه فقيهًا من فقهاء المذهب الشافعي من أهل السنة والجماعة، وكان من شعراء الدولة الفاطمية، وفي يوم من الأيام دخل إلى الديار المصرية، وكان قائمًا عليها في ذلك الزمان الفائز بن الظافر، وكان له وزير يقال له الصالح بن زريك، فتقرب من الوزير، وأصبح عنده في أكرم مكانة، وأعز جانب، وأصبح جليسًا من جلسائه على الرغم من الاختلاف العقدي الذي كان بينهما، ومن بعد ذلك خرج من مصر وغادر إلى اليمن، وأقام فيها مدة من الزمن، ومن ثم عاد إلى مصر، وبقي فيها حتى زالت الدولة الفاطمية على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي، فرثى الفاطميين بقصيدة قال فيها:
رميت يا دهر كف المجد بالشلل
وجيده بعد حسن الحلي بالعطل
يرثى الشاعر في هذا البيت الفاطميين ويقول بأنهم بعد أن زالوا شلّت يد المجد، وتعطل عنقه بعد أن كان مليئًا بالحي.
سعيت في منهج الرأي العثور فإن
قدرت من عثرات الدهر فاستقل
جدعت مارنك الأقنى فأنفك لا
ينفك ما بين أمر الشين والخجل
هدمت قاعدة المعروف عن عجل
سقيت مهلاً أما تمشي على مهل
لهفي ولهف بني الآمال قاطبة
على فجيعتها في أكرم الدول
قدمت مصر فأولتني خلائفها
من المكارم ما أربى على الأمل
قوم عرفت بهم كسب الألوف ومن
كمالها أنها جاءت ولم أسل
وكنت من وزراء الدست حيث سما
رأس الحصان بهاديه على الكفل
ونلت من عظماء الجيش تكرمة
وخلة حرست من عارض الخلل
يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة
لك الملامة إن قصرت في عذلي
وعندما وصلت هذا القصيدة إلى صلاح الدين الأيوبي تغير عليه، واستفتى الفقهاء ببيت من الشعر له قال فيه:
وكان مبدأ هذا الأمر من رجلٍ
سعى فأصبح يُدعى سيدَ الأمم
فأفتوا بقتله.
الخلاصة من قصة القصيدة: انتقل نجم الدين عمارة إلى مصر، وصحب الوزير الصالح بن زريك، وبعد أن زالت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي رثاهم بأبيات من الشعر.