كان جزاء من يخرج عن أمر الخليفة القتل، ومن ذلك ما حصل مع أبي مسلم الخرساني، الذي خرج عن أمر أبي جعفر المنصور، فقام بقتله.
من هو أبو جعفر المنصور؟
هو أبو جعفر عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، وهو الخليفة العباسي الثاني.
قصة قصيدة زعمت أن الدين لا يقتضى
أما عن مناسبة قصيدة “زعمت أن الدين لا يقتضى” فيروى بأن الخليفة المنصور كان قد أمر جماعة من رجاله أن يكونوا عنده في المجلس حينما يدخل إليه أبو مسلم الخرساني، وأمرهم بأن يقتلوه إن قام بضرب يده على قدمه، وعندما دخل أبو مسلم إلى مجلس الخليفة قال له الخليفة: ماذا فعلت بالسيفان اللذان أخذتهما من عبد الله بن علي؟، فقال له أبو مسلم: هذا واحد منهما، فقال له الخليفة: أرني إياه، فناوله إياه، فأخذه منه ووضعه بجانبه.
ومن ثم قال له الخليفة: لماذا بعثت إلى أبي العباس السفاح تنهاه عن أخذ الأرض القريبة من المدينة؟، فقال له: لقد كنت أظن بأن أخذها لا يحل، فبعث إلي كتابًا ووضع لي بأنه جائز، فعلمت بأنه هو وأهل بيته معدن العلم، فقال له الخليفة: ولم تقدمت علي بينما كنا خارجين إلى الحج؟، فقال له: لقد رأيت بأننا إن اجتمعنا على الماء فإن ذلك سوف يضر الناس، فسبقتك، فقال له الخليفة: فلم لم تعد إلي عندما وصلك خبر وفاة أبي العباس السفاح؟، فقال له: لقد خفت أن أضيق على الناس في طريق الحج، ولقد علمت بأننا سوف نجتمع في الكوفة.
ومن ثم قال له الخليفة: ولم أردت أن تأخذ جارية عبد الله بن علي لنفسه؟، فقال له أبو مسلم: لم أردها لنفسي، ولكني خفت أن تضيع، فأخذتها معي، فقال له الخليفة: فما الذي دفعك إلى عصيان أمري، والدخول إلى خراسان؟، فقال له: خفت أن يكون وصلك عني شيء، فأردت أن أدخلها، وأبعث لك باعتذار من هنالك، فقال له الخليفة: وما سبب قتلك سليمان بن كثير، وكان من رجالنا؟، فقال له: لقد خالفني، فقال له الخليفة: الويل لك، فأنت قد خالفتني، وقد حق علي قتلك.
ومن ثم قام الخليفة بضرب قدمه بيده، فقام إليه الرجال وقاموا بقتله، فوقف الخليفة فوق رأسه، وقال: رحمك الله، فإنك قد بايعتنا فبايعناك، وقد بايعناك على أن لا يخرج أحد علينا إلا وقمنا بقتله، وأنت قد خرجت علينا، فقتلناك، ومن ثم أخذ الخليفة ينشد قائلًا:
زعمت أن الدين لا يقتضى
فاستوف بالكيل أبا مجرم
يعاتب الخليفة أبو مسلم الخرساني ويقول له بأنه قد زعم بأن الدين لا يقتضي، ويقول له بأنه قد نال الجزاء على ما فعل.
سقيت كأسا كنت تسقي بها
أمرَّ في الحلق من العلقم
الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن خرج أبو مسلم الخراساني على الخليفة أبي جعفر المنصور، دعاه إلى مجلسه، وسأله عددًا من الأسئلة، ومن ثم قام بقتله.