نروي لكم اليوم شيئًا من خبر محاصرة سعيد بن عثمان بن عفان لنيسابور.
قصة قصيدة سألت قريشاً عن سعيد فأجمعوا
أما عن مناسبة قصيدة “سألت قريشاً عن سعيد فأجمعوا” لسليمان بن قتة فيروى بأن معاوية بن أبي سفيان ولى سعيد بن عثمان بن عفان خراسان، فسار حتى وصل إلى نيسابور، ومن ثم قطع النهر، وسار حتى وصل سمرقند، وحاصرها، وأقسم بأن لا يبرح مكانه حتى يدخل إليها، فخرج إليه أهلها وقاتلوه ثلاثة أيام.
ومن بعد هذه الأيام الثلاثة لم يخرج أهل المدينة لقتاله، ولزموا المدينة، فطال مقامه خارجها، وبقي على هذه الحال حتى استدل على أحد الحصون، وكان في هذا الحصن أبناء ملوكهم، فخشي أهل نيسابور أن يقوم بقتلهم إن ظفر بهم، فخرجوا إليه وصالحوه على أن يدخل المدينة، فدخلها، وكان له ما أراد، ومن ثم توجه صوب مرو.
وبينما هو في مرو أتاه شاعر يقال له سليمان بن قتة، ولكنه لم يأذن له بالدخول إلى مجلسه، وكان سعيد مشهور ببخله، فهدده سليمان بأنه إن لم يدخله إلى مجلسه فسوف يقوم بهجائه، فقال: أيهجوني وأنا ابن عثمان بن عفان، فقال سليمان: والله إنه قد صدق فإن كل الناس ولد آدم، فمنهم من كان ذهبًا أو فضة أو نحاسًا، وهو من نحاس، ومن ثم أنشد يهجوه قائلًا:
سألت قريشاً عن سعيد فأجمعوا
عليه وقالوا معدن اللؤم والبخل
يهجو الشاعر سعيد بن عثمان ويقول بأنه سأل عنه كل أهل قريش فأخبروه بأنه لئيم وبخيل.
فقلت لنفسي حين أخبرت أنه
بخيل ألا ليس ابن عثمان من شكلي
وقالت لي النفس اللجوج طماعة
أليس ابن عثمان بن عفان ذا فضل
فقلت: بلى. كم من كريم مهذب
سليل لئيم عاجز خامل الأصل
وكم من فتى كن اليدين مذمم
وكان أبوه عصمة الناس في المحل