قصة قصيدة سرن بعون الله جاراتي
أمّا عن مناسبة قصيدة “سرن بعون الله جاراتي” فيروى بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج في يوم ومعه عمه حمزة بن عبد المطلب إلى منزل الرسول صل الله عليه وسلم لكي يطلب فاطمة للزواج، وبينما هما في الطريق لقيا امرأة يقال لها أم أيمن بركة بنت ثعلبة الحبشية وهي حاضنة النبي ومربيته، وعندما رأت علي أدركت ما يدور في باله، فكفته صعوبة طلبه، وتوجهت إلى النبي، ودخلت عليه وقالت له: لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة، وأخبرته بأن علي يريد الزواج منها، فقال لها النبي: فما بال علي لا يطلبها مني؟، فأخبرته بأن الحياء قد منعه عن ذلك، فأخبرها النبي بأن تحضر له علي، فخرجت إليه، وأخبرته بأن النبي يريده.
دخل علي إلى النبي وعيناه في الأرض، وأخبره الرسول بأن زفافه عليها سوف يكون في تلك الليلة أو في الليلة التي تليها، ففرح علي فرحًا شديدًا، تألقت فاطمة وكانت بين النساء كالكوكب الدري، وعندما ركبت فوق الناقة، ارتفع صوت الدفوف، وبدأ المركب يسير، وكان من حول فاطمة بنات عبد المطلب، ونساء الأنصار والمهاجرين، وعمار يسوق الناقة، والرسول ومعه حمزة والرجال يمشون من خلفها، وصعد صوت أم سلمة وهي تنشد فرحًا، قائلة:
سِـرْنَ بعـونِ اللهِ جاراتـي
واشكُـرنَهُ في كـلِّ حالاتِ
واذكُرْنَ ما أنعمَ ربُّ العُـلى
مِن كشفِ مكـروهٍ وآفـاتِ
فقد هدانـا بعدَ كفـرٍ
وقـد أنعَـشَنا ربُّ السـمـاواتِ
وارتفع صوت حفصة:
فـاطمـةٌ خيـرُ نـساء البَـشَرِ
ومَـن لـها وجهٌ كوجهِ القمـرِ
فَضّـلكِ اللهُ على كـلِّ الـورى
بفضـلِ مَن خُصّ بآي الـزُّمَرِ
زوّجــكِ الله فتـىً فـاضـلاً
أعني علـيّاً خيرَ مَن في الحضرِ
فَسِـرنَ جـاراتـي بـها
أنـها كـريمـة بنت عظيـم الخـطرِ
ووصل الجمع إلى مسجد الرسول صل الله عليه وسلم، حيث أخذ النبي بيد فاطمة، ووضعها في يد علي، ومن ثم دعا لهما بهدوء: اللّهم إنّهما أحبّ خلقك إليّ، فأحبّهما، وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم.
نبذة عن أم سلمة
هي أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية، إحدى زوجات الرسول صل الله عليه وسلم، وإحدى أمهات المؤمنين.