قصة قصيدة سرى همي وهم المرء يسري

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة سرى همي وهم المرء يسري:

أمّا عن مناسبة قصيدة “سرى همي وهم المرء يسري” فيروى بانه في يوم من الأيام وبينما كان الخليفة الأموي الوليد بن اليزيد بن عبد الملك بن مروان في مجلسه، ومن حوله وجهاء بني أميه، أتاه رجل يقال له خالد الصامة، وهو أحد المغنين في العصر الأموي، واستأذن بأن يدخل عليه، فدخل الحاجب، وأخبر الخليفة بأنه في الخارج يريد الدخول، فأمره الخليفة بأن يدخله، فخرج إليه وأدخله، فدخل وسلم على الخليفة، قائلًا: السلام على أمير المؤمنين، فرد عليه أمير المؤمنين سلامه، وأمره بالجلوس فجلس وقد كان من بين الحاضرين معبد وابن عائشة وأبو كامل، وجميعهم مغنون.

وكان الخليفة جالسًا على سريره، يستمع لهم وهم يغنون، فأخذ كل واحد منهم يغني حتى وصل الدور إلى خالد الصمة، فغنى شعرًا لعروة بن أذينة، قائلًا:

سَرى هَمّي وَهَمُّ المَرءِ يَسري
وَغابَ النَجمُ إِلّا قَيسَ فِترِ

أُراقِبُ في المَجَرَّةِ كُلَّ نَجمٍ
تَـعَـرَّضَ لِلمَـجَـرَةِ كَيفَ يَجري

لهَـمٍّ لا أَزالُ لَهُ مُـديـمـاً
كَـأَنَّ القَـلبَ أُسعِرَ حَرَّ جَمرِ

عَـلى بَـكرٍ أَخي وَلّى حَميداً
وَأَيُّ العَيشِ يَصفو بَعدَ بَكرِ

فقال له الخليفة: أعد ما غنيت مرة أخرى يا خالد، فقال له خالد: لبيك يا مولاي، وأنشدها مرة أخرى، فقال له الخليفة: ومن الذي قال هذا الشعر يا خالد؟، فقال له خالد: إنه عروة بن أذينة يا مولاي، وقد قاله رثاء لأخيه بكر، الذي مات وهو ما زال غلامًا، فقال له الخليفة: وأي العيش لا يصفو بعده هذا العيش والله الذي نحن فيه على رغم أنفه والله لقد تحجر واسعاً، ثم أمر لكل من غنى بجائزة على ما غنى، وأمر لخالد الصامة بأفضل جائزة من بينهم.

نبذة عن الشاعر عروة بن أذينة:

هو أبو عامر عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن رجل بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر الليثي الكناني، ولد في المدينة المنورة، ونشأ فيها، ثم انتقل إلى البصرة، وأقام هنالك، وهو من التابعين، وكان فقيهًا ومحدثًا.


شارك المقالة: