قصة قصيدة سقيا لأرض صفاقس

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم شيئًا من تاريخ مدينة صفاقس التونسية الذي دام لما يزيد عن الألف ومائتان عام.

من هو علي بن حبيب التنوخي؟

هو علي بن حبيب التنوخي، شاعر من شعراء تونس، أصله من مدينة صفاقس، ويعتبر أب الشعراء الصفاقسيين، وقد ذاع صيته في مشارق الأرض و مغاربها، وكان شديد التعلق بمدينته.

قصة قصيدة سقيا لأرض صفاقس

أما عن مناسبة قصيدة “سقيا لأرض صفاقس” فيروى بأنه كان في مكان مدينة صفاقس مدينتين رومانيتين وهما تبرورة وطينة، وفي القرن التاسع الميلادي وخصوصًا في عام ثمانمائة وتسعة وأربعون ميلادي قام أهل المنطقة ببناء مدينة صفاقس فوق أنقاض هاتين المدينتين.

ومن ثم توجه الأغالبة، وهم من كانوا يحكمون إفريقية في ذلك الزمان إلى تدعيم سواحل المنطقة بالحصون، وقاموا باتخاذ برج صفاقس كواحد من هذه الحصون، ومع تطور الحياة حول هذا الحصن قرروا أن يقوموا بتشييد المدينة.

وعندما سقطت الدولة الأغلبية على أيدي الفاطميين، وأصبح الحكم لهم، قام حاكم صقلية أحمد بن قهرب بمهاجمة مدينة صفاقس، حيث كان مواليًا للعباسيين، وكان يريد أن يستردها من الفاطميين، وتمكن من الانتصار عليهم هنالك، وخرب المدينة، ولكن الفاطميين تمكنوا من استعادتها بعد ذلك، ولكن أهل المدينة لم يقبلوا بمذهب الفاطميين، وثاروا ضدهم، وكادت هذه الثورة أن تسقط الدولة الفاطمية.

وعندما انتقل مركز الدولة الفاطمية إلى القاهرة قرر الصنهاجيون الاستقلال عن الدولة الفاطمية، فقام الفاطميون بإرسال قبائل من مصر إلى إفريقية، وعاثت هذه القبائل هنالك فسادًا، فدخلت مدينة صفاقس في اضطرابات وانقسامات، ومن ذلك استقلال بعض البرابرة من سكان المدينة عن حكم الصنهاجيين، ولكن الصنهاجيين تمكنوا من استرجاع الحكم فيها، وفي أواخر عهدهم تم غزو المدينة من قبل الصليبيين، وتمكنوا من السيطرة عليها، ودام حكمهم فيها لثمان سنين، ومن ثم تمكن أهلها من الاستقلال عنهم، وبقيت تحت حكم عمر الفرباني حتى قدوم الموحدين من المغرب.

وفي مدينة صفاقس أنشد علي بن حبيب التنوخي قائلًا:

سقيًا لأرض صفاقسٍ
ذات المصانع والمُصَلَّى

يتغزل الشاعر في مدينة صفاقس وأرضها، ويدعو لها بالرزق، وهي الأرض التي فيها المصانع والجامع الكبير.

محمي القصير إلى الخليج
فقصْرها السامي المُعَلَّى

بلد يكاد يقول حين
تزوره أهلًا وسهلَا

وكأنه والبحر يحسر
تارة عنه ويملَا

صب يريد زيارة
فإذا رأى الرقباء ولَّى

الخلاصة من قصة القصيدة: دخلت مدينة صفاقس التونسية منذ نشأتها ضمن العديد من الممالك، وحكمها الواحد تلو الآخر، ومنهم الدولة الأغالية والفاطميين والصنهاجيين.

المصدر: كتاب "الروض المعطار في خبر الأقطار" تأليف ابن عبد المنعم الحميريكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: