قصة قصيدة سوام تداءت سومها وعجافها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة سوام تداءت سومها وعجافها

أمّا عن مناسبة قصيدة “سوام تداءت سومها وعجافها” فيروى بأن غلام يقال له رفاعة المحترش، وهو من بني جنب، وقد اتقن الشعر، وتبارز مع كبار شعراء قومه في الشعر، فغلبهم جميعًا، وعندما أيقن بأنه أصبح قويًا في الشعر، وأصبح واثقًا من نفسه، أخبر والده بأنه سوف يخرج من اليمن، ويبحث عن أحد يماتنه في الشعر، فإن وجده فسوف يعود من فوره إلى وطنه، وإن لم يجد من يماتنه، فإنه سوف يستمر في رحلته بين قبائل العرب، وخرج، وأخذ يدخل إلى قبيلة، ويخرج من أخرى، ويماتن شعراء هذه القبائل، فلم يقدر عليه أحد.

وبقي رفاعة على هذه الحال، حتى وصل إلى أرض لبني فهد، وبينما هو في هذا الحي، مر من عند عجوز، فقالت له: لقد عم ظلامًا، فقال لها: نعم، ظلامك، فقالت له: من أي عرب انت؟، فقال لها: من مذحج، فقالت له: هل أنت ضيف؟، فقال لها: نعم، فأمرت بشاه، وأحضروها لها، فقالت له: اذبح أيها الرجل، فذبحها، فقامت وصنعت له طعامًا، فجلس معها ومع جاريتها، وأخذوا يتناولون الطعام، وبعد أن أكملوا تناول طعامهم، سألته عن سبب زيارته لبلادهم، فأخبرها بخبره، فقالت له: نم الآن، وفي الغد سوف أحضر لك عشر جواري سوف يغلبنك في الشعر، وفي الصباح عندما استيقظ، خرج فوجد عند العجوز فتيات، فقربت العجوز إحداهن، فقالت له الفتاة: هل أنت من تتحدى في الشعر، فقال لها: نعم، فقالت: هات ما عندك، فأنشد قائلًا:

سوام تداءت سومها وعجافها

فقالت:

حوامل أثقالٍ تنوء فترزح

فقال:

إذا أيهت في حجرتيها رعاؤها

فقالت:

سمت فرق منها شوامر لقح

فقال:

نواء تداعى بالجنين عشارها

فقالت:

فتبرح ناراُ أو تبيت فتسنح

فقال:

إذا وصلت أرضاً سقتها بدرها

فقالت:

أفاويق رسل محصنة لا تضيح

فقال:

إذا انسفحت أخلافها خلت ما جرى

فقالت:

على الأرض منه لجة تتضحضح

فقال لها: هل أنت مطلقة أم ذات بعل؟ فقالت:

عقال لعمر الله لو شئت
بتهشرادى ولكن التكرم أجدر

فقام رفاعة إلى ناقته، وهم بالعودة إلى قومه، فقالت له العجوز: هل اكتفيت؟، فقال لها: نعم، فقالت له: عد الآن إلى أرضك، فخرج منصرفًا من عندها.

نبذة عن رفاعة المحترش

هو شاعر من شعراء اليمن، من قبيلة مذحج، من بني جنب.


شارك المقالة: