قصة قصيدة سيدي خذ بي أتانا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة سيدي خذ بي أتانا

أمّا عن مناسبة قصيدة “سيدي خذ بي أتانا” فيروى بأنه كان هنالك حمارًا للشاعر بشار بن برد، وكان بشار يحب هذا الحمار، ويعامله خير معاملة، وفي يوم من الأيام مات حماره، ولكنه لم يعرف سببًا لموت هذا الحمار، فبقي حزينًا على موته، مشتاقًا له.

وفي يوم مر جماعة من أصدقائه من أمامه، وكان على باب بيته، فرأوا على وجهه ملامح الحزن، وكان واضحًا عليه، فوقفوا معه، وسألوه عن سبب هذا الحزن، فأجابهم قائلًا: لقد مات حماري، ولم أعرف سبب موته، وفي ليلة البارحة عندما نمت، رأيته وقد أتاني في المنام، فقالوا له: حسنًا؟، وماذا رأيت منه وقد جعلك على الحال التي أنت بها؟، فقال لهم: لقد قلت له: ويلك مالك مت وتركتني وحيدًا؟، فقال لي: إنك في يوم كذا وكذا قد ركبتني، ومررت بي من أمام باب الأصبهاني.

وأكمل بشار عن لسان الحمار قائلًا: وعندما وصلنا إلى بيت الأصبهاني، رأيت في داخل منزله أتانا، فوقع حبها في قلبي، وعشقتها، ومت بسبب ذلك العشق، ومن ثم قال لهم بشار بن برد: ومن ثم أنشدني الحمار هذه الأبيات:

سَيِّدي خُذ بِي أَتاناً
عِندَ بابِ الأًصبَهاني

تَيَّمَتني بِبَنانٍ
وَبِدَلٍّ قَد شَجاني

تَيَّمَتني يَومَ رُحنا
بِثَناياها الحِسانِ

وَبِغُنجٍ وَدَلالٍ
سَلَّ جِسمي وَبَراني

وَلَها خَدٌّ أَسيلٌ
مِثلُ خَدِّ الشَيفَراني

فَلِذا مِتُّ وَلَو عِشتُ
إِذاً طالَ هَواني

ومن ثم قال بشار: واستيقظت من النوم وأنا على هذه الحال التي تروني عليها، فقال له أصحابه: وما الشيفران يا بشار؟، فقال لهم بشار: وما الذي أدراني ماذا قصد الحمار بذلك، فإن التقيتم في حمار بطريقكم فاسألوه عن معناها، فتركه أصحابه، وغادروا، ولم يعلم أحد حتى يومنا هذا ما هو الشيفران.

نبذة عن بشار بن برد

هو بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي، كان يكنى بأبي معاذ. وكان يلقب بالمرعث، من الشعراء المخضرمين الذين عاصروا كلًا من العصر العباسي والعصر الأموي، ولد في عام ستة وتسعون للهجرة في مدينة البصرة في العراق، وتوفي في بغداد في عام مائة وثمانية وستون للهجرة.


شارك المقالة: