قصة قصيدة شاء من الناس راتع هامل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة شاء من الناس راتع هامل

أمّا عن مناسبة قصيدة “شاء من الناس راتع هامل” فيروى بأن رجلًا يقال له العتابي سخر في يوم من الأيام من رجل يقال له منصور النمري، ومن زوجته، فقرر النمري أن يشكوه إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد، فتوجه إلى مجلسه، واستأذن للدخول إليه، وعندما أذن له، ووقف بين يديه، شكى له ما فعل العتابي، وبأنه قام بالسخرية منه ومن زوجته ومن الخليفة الرشيد، فغضب منه الخليفة غضبًا شديدًا، وأمر بإحضاره للمثول أمامه.

وعندما وصل خبر ذلك إلى العتابي، هرب، واختبأ عند الفضل بن ربيع، وبقي عنده فترة من الزمان، وبعد أن هدأ الخليفة، سأل الفضل بن ربيع عن العتابي، وعن مكانه، فأخبره بانه سوف يحضره إلى مجلسه، فأحضره، ومثل بين يديه، وعندها سأله الخليفة عن سبب استهزاءه بالنمري وزوجته والخليفة، فأجابه قائلًا: والله إنه يكذب علي يا أمير المؤمنين، وما دفعه لفعل ذلك إلا معرفتي بحبه للحسين بن علي، فإن أردت يا مولاي، أنشدتك ما أنشد فيه مادحًا، فأمره الخليفة أن ينشده شعر النمري، فأنشد قائلًا:

شاءٌ مِنَ الناسِ راتِعٌ هامِل
يُعَلِّلونَ النُفوسَ بالباطِل

تُقتَلُ ذُرِّيَّةُ النَبيِّ وَيَر
جونَ جِنانَ الخُلودِ لِلقاتِل

وَيلَكَ يا قاتِلَ الحُسَينِ لَقَد
بُؤتَ بِحِملٍ يَنوءُ بالحامِل

أَيُّ حِباءٍ حَبَوتَ أَحمَدَ في
حُفرَتِهِ مِن حَرارَةِ الثاكِل

بِأَيِّ وَجهٍ تَلقى النَبيّ وَقَد
دَخَلتَ في قَتلِهِ مَعَ الداخِل

هَلُمَّ فاطلُب غَداً شَفاعَتَهُ
أَولا فَرِد حَوضَهُ مَعَ الناهِل

ما الشَكُّ عِندي في حالِ قاتِلِهِ
لَكِنَّني قَد أَشُكُّ في الخاذِلِ

نَفسي فِداءُ الحُسَينِ يَومَ غَدا
إِلى المَنايا غُدوَّ لا قافِل

ذَلِكَ يَومٌ أَنحى بِشَفرَتِهِ
عَلى سَنامِ الإِسلامِ وَالكاهِل

حَتّى مَتى أَنتِ تَعجَبينَ أَلا
تَنزِلُ بالقَومِ نِقمَةُ العاجِل

لا يَعجَلُ اللَهُ إِن عَجِلتَ وَما
رَبُّكَ عَمّا يُريدُ بالغافِل

فغضب الخليفة من النمري غضبًا شديدًا، وأمر الفضل بن ربيع أن يخرج ويحضر النمري على وجه السرعة، فخرج الفضل، وتوجه إلى بيت النمري، وعندما وصل إلى بيته، وجد بأنه قد مات، والناس منصرفون من تشييع جثمانه، فعاد إلى الخليفة وأخبره بخبر موته، فأمره الخليفة أن يخرجه من قبره، لكي يقوم بحرقه، ولكن الفضل أخذ يلطف له حتى عدل عن قراره.

نبذة عن منصور النمري

أبو الفضل منصور بن سلمة بن الزبرقان النمري، شاعر من شعراء العصر العباسي الأول، توفي في عام مائة وتسعون للهجرة.


شارك المقالة: