قصة قصيدة - صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله -

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر زهير بن أبي سلمى:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو هو زهير بن ربيعة بن قرط، و الناس ينسبونه إلى مزينة وإنَّما نسبه في غطفان وليس لهم بيت شعر ينتمون فيه إلى مزينة إلّا بيت كعب بن زهير وهو قوله :

هم الأَصْلُ مِنّيَ حَيِثُ كُنّتُ وإنَّنيّ
مِنْ المَزنِين المُصَفينَ بالكرمِ

وأمَّا عن المعلقات نظم ابن أبي سلمى معلَّقته التي كتبها لزوجته ،حيث كان من الشُّعراء السَّبع الذين كُرّموا بتعليق معلقتهم على جدار الكعبه لجمال محتواها و صدق كتابتها وعظيم مقصدها، كما أنَّه كان شاعر عمر بن الخطاب المفضَّل، وكان من أعظم شعراء العصر الجاهلي الثلاثة وهم: امرؤ القيس، زهير بن أبي سلمى و النابغة الذبيانيّ.

وأمَّا عن وفاة زهير بن أبي سلمى فقد تنوَّعت التواريخ عند وفاته، فمن المؤرخين ما قال أنَّه توفي في سنة 607 أي أنَّه توفي عندما كان عمره 87 عاماً، ومنهم من قال أنَّه توفي بعد ذلك ليتجاوز عمر التسعين عاماً، وذلك بدليل أنَّه قال في إحدى قصائده: “ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ” أي أنَّه تجاوز عقده الثامن.

قصة قصيدة ” صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله “:

أمّا عن مناسبة هذه القصيدة ” صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَأَقصَرَ باطِلُه *** وَعُرِّيَ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه ” فقد عرف عن زهير أنّه أكثر في مدح ” هرم ” إلّا أنَّ له قصائد في مدح، ومنها قصائد الأشراف الآخرين الذين كانوا هم صفوة الصفوة في أقواهم بل في العرب وكانوا يستحقون المدح ولا يمدحهم إلّا بما فهم ومنهم حصن بن حذيفة بن بدر سيد ذيبان الذي كانت تحت سيطرة قبيلتين أسد وغطفان وهاتان القبيلتان لم تكونا تحت إمارة إي ملك غيره.

وحين قامت الحرب بين عبس وذيبان هما فرع من قبيلة غطفان لم يخضع حصن ” سيد قبيلة ذبيان ” لعمرو بن هند سيد قبيلة عبس الذي طمع في ضعف فبيلة ذبيان وهدد حصن وفرد عليه قائلاً: ” إن كنت يا عمرو لا يكفيك ما جرب أبوك من حربنا، فدونك لا تعتلل فإنّه ليس لي حصن إلّا السيوف والرماح وأنا لك بالفضاء ” وبعد ما سمع عمرو بن هند ما قاله حصن خاف وارتعب ولم يعد لتهديده فقد أعَجب زهير بشخصية حصن بن حذيفة وقال يمدحه بقصيدة بدأها متغزلاً قائلاً:

صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَأَقصَرَ باطِلُه
وَعُرِّيَ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه

وَأَقصَرتُ عَمّا تَعلَمينَ وَسُدِّدَت
عَلَيَّ سِوى قَصدِ السَبيلِ مَعادِلُه

وَقالَ العَذارى إِنَّما أَنتَ عَمُّنا
وَكانَ الشَبابُ كَالخَليطِ نُزايِلُه

فَأَصبَحتُ ما يَعرِفنَ إِلّا خَليقَتي
وَإِلّا سَوادَ الرَأسِ وَالشَيبُ شامِلُه

لِمَن طَلَلٌ كَالوَحيِ عافٍ مَنازِلُه
عَفا الرَسُ مِنهُ فَالرُسَيسُ فَعاقِلُه

فَرَقدٌ فَصاراتٌ فَأَكنافُ مَنعِجٍ
فَشَرقِيُّ سَلمى حَوضُهُ فَأَجاوِلُه

فَوادي البَدِيِّ فَالطَوِيُّ فَثادِقٌ
فَوادي القَنانِ جِزعُهُ فَأَفاكِلُه


شارك المقالة: