قصة قصيدة طاب الزمان وجاء الورد فاصطحبوا

اقرأ في هذا المقال


كل منا يحب شيئًا، فمنا من يحب البحر، ومنا من يحب الطيور، ومن من يحب، ومنا من يحب، واليوم نقص عليكم قصة رجل عاش في العصر العباسي، كان يهوى الورد، ويفرح بقدوم موسمه، ويوقف كل أعماله حتى ينقضي موسمه.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الفرح والسرور بقدوم موسم الورد، وهو العاشق للورد.

قصة قصيدة طاب الزمان وجاء الورد فاصطحبوا

أما عن مناسبة قصيدة “طاب الزمان وجاء الورد فاصطحبوا” فيروى بأنه في يوم من الأيام رفع إلى الخليفة العباسي المأمون بأن رجلًا من أهل بغداد يعمل كحائك، يبقى طوال العام يعمل من دون أن يأخذ يوم عطلة إن كان جمعة أو حتى إن كان يوم عيد، فإذا ظهر الورد أغلق محله، وأخذ ينشد بصوت عالٍ:

طاب الزمان وجاء الورد فاصطحبوا
ما دام للورد أزهارٌ وأنوار

يشعر الشاعر بالفرح بقدوم موسم الورد، ويقول بأن موسمه قد أتى، وينصح من يسمعه بأن يفرح به ويستمتع ما استطاع، مادام للورد أزهار وأنوار.

وإذا جلس مع رفاقه، وشرب معهم على الورد، أخذ ينشد قائلًا:

أشرب على الورد من حمراءَ صافيةٍ
شهراً وعشراً وخمساً بعدها عددا

وبأنه يبقى على هذه الحال من صبوح وغبوق حتى تذبل آخر وردة، فإذا انقضى الورد، ترك رفاقه وندمائه، وعاد إلى عمله، وأنشد بصوت عالٍ:

فإن يبقني ربيِّ إلى الرود أصطبح
وإن مت والهفي على الورد والخمر

سألت إله العرش جلَّ جلاله
يواصل قلبي في غبوقٍ إلى الحشر

وعندها قال أمير المؤمنين المأمون: لقد نظر هذا الرجل إلى الورد بعين مهيبة، وما ينبغي علينا إلا أن نساعده على هذه المروءة، وأمر أن يدفع له في كل عام عشر آلاف درهم في موعد خروج الورد.

الخلاصة من قصة القصيدة: عرض على أمير المؤمنين المأمون بأن رجلًا من أهل بغداد يبقى في عمله طوال السنة، فلا يأخذ أي يوم إجازة، حتى يأتي موسم الورد، فيقفل دكانه، ويخرج مع رفاقه ويشرب ويستمتع بالورد حتى ينتهي موسمه، فأمر المأمون بإعطائه عشر آلاف درهم كل عام في موسم الورد.

المصدر: كتاب "مطالع البدور ومنازل السرور" تأليف علي بن عبد الله الغزولي البهائي الدمشقيكتاب "ثمرات الأوراق" تأليف أبو بكر بن محمد بن حجة الحمويكتاب "محاضرات الأدباء" تأليف الراغب الأصفهاني كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: