قصة قصيدة طرقت سليمى موهنا أصحابي

اقرأ في هذا المقال


كان الكفار في عهد سيدنا محمد صل الله الله عليه وسلم إن رأوا أحدًا منهم، أو يعمل لديهم قد دخل الإسلام، كرهوه لذلك، وكادوا له، ومن ذلك ما حصل مع شاعرنا فروة بن عمرو الجذامي الذي سجن من قبل الروم عندما وصل خبر إسلامه إليه.

من هو فروة بن عمرو الجذامي؟

هو فروة بن عمرو الجذامي، وهو عامل للروم في بلاد الشام، وعندما ظهر الإسلام، أسلم، فقتله الروم بسبب ذلك.

قصة قصيدة طرقت سليمى موهنا أصحابي

أمّا عن مناسبة قصيدة “طرقت سليمى موهنا أصحابي” فيروى بأن فروة بن عمرو الجذامي كان قد أسلم، وبعث إلى رسول الله صل الله عليه وسلم يخبره بخبر دخوله الإسلام، وبعث له ببغلة بيضاء هدية، وكان فروة عاملًا عند الروم على القبائل العربية التابعة لهم، وكان فروة يسكن في مدينة معان جنوب الأردن في ذلك الوقت، وعندما وصل خبر إسلامه إلى الروم طلبوه إلى عندهم، وعندما أتاهم قاموا بزجه في السجن، وبينما هو في السجن أنشد قائلًا:

طَرَقَتْ سُلَيْمَى مَوْهِنَا أَصْحَابِي
وَالرُّومُ بَيْنَ الْبَابِ وَالْقِرْوَانِ

صَدَّ الْخَيَّالُ وَسَاءَهُ مَا قَدْ رَأَى
وَهَمَمْتُ أَنْ أُغْفِي وَقَدْ أَبْكَانِي

حزن الشاعر على حاله بينما كان في السجن، ويقول بأن الروم قد اقتربوا من قتله، وكل من يراه يستاء لحاله.

لَا تَكْحَلِنَّ الْعَيْنَ بَعْدِي إثْمِدًا
سَلْمَى وَلَا تَدِيَنَّ لِلْإِتْيَانِ

وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَبَا كُبَيْشَةَ أَنَّنِي
وَسْطَ الْأَعِزَّةِ لَا يُحَصْ لِسَانِي

فَلَئِنْ هَلَكْتُ لَتَفْقِدُنَّ أَخَاكُمْ
وَلَئِنْ بَقِيتُ لَتَعْرِفُنَّ مَكَانِي

وَلَقَدْ جَمَعْتُ أَجَلَّ مَا جَمَعَ الْفَتَى
مِنْ جَوْدَةٍ وَشَجَاعَةٍ وَبَيَانِ

وعندما أجمع الروم على أن يقوموا بصلبه بالقرب من ماء لهم، يقال له عفراء، وهو في فلسطين، أنشد قائلًا:

أَلَا هَلْ أَتَى سَلْمَى بِأَنَّ حَلِيلَهَا
عَلَى مَاءِ عَفْرَاءَ فَوْقَ إِحْدَى الرَّوَاحِلِ

بِخُرَاقَةٍ لَمْ يَضْرِبِ الْفَحْلُ أُمَّهَا
مُشَذَّبَةٌ أَطْرَافُهَا بِالْمَنَاجِلِ

وقال أيضًا:

أَبْلِغْ سَرَاةَ الْمُسْلِمِينَ بِأَنَّنِي
سَلْمٌ لِرَبِّي أَعْظُمِي وَبَنَانِي”

ومن ثم قاموا بضرب عنقه، وبعد أن مات قاموا بصلبه على تلك الماء.

الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن قام فروة بن عمرو الجذامي بإعلان إسلامه، وبعث إلى الرسول يخبره بذلك، وصل خبر إسلامه إلى الروم، فسجنوه، وبينما هو في السجن قال شعرًا، وقرروا أن يقوموا بصلبه، فقال شعرًا، وقطعوا له رأسه، وقاموا بصلبه.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية" تأليف ابن هشامكتاب "سيرة ابن هشام" تأليف السقاكتاب "الشعراء والشعراء " تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: