اتصف الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بالعديد من الصفات الحميده، التي لم تكن موجودة في الكثير من الخلفاء من بعده ومن قبله، واليوم نقص عليكم بعض صفاته التي جعلته من أفضل خلفاء بني العباس.
من هو سلم الخاسر؟
سلم بن عمرو بن حماد الخاسر، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في البصرة، وتوفي في بغداد.
قصة قصيدة عجبا للذي نعى الناعيان
أما عن مناسبة قصيدة “عجبا للذي نعى الناعيان” فيروى بأن أبو جعفر المنصور كان من أكثر خلفاء بني العباس هيبة وجبروتًا، وكان لا يرتدي من الملابس سوى الخشن، وكان قد اعتاد على أن يرقع قميصه من ورعه وزهده وتقواه، ولم ير أحد في بيته لهو ولعب أو ما يشبه ذلك، ولم يقف على باب مجلسه أحد من الشعراء، وذلك لمعرفتهم بأنه لا يصل لهم بالجوائز، كما اعتاد غيره من الخلفاء أن يفعل معهم، وقد كان من أعظم الخلفاء، فقد كان يبدو على وجهه الجد والصلابة، فقد كان يتصف بالشدة والبأس والصحوة والحزم والصلاح والاهتمام بمصلحة شعبه، وكان يعرف بالثبات في وجه الشدائد، وكل ذلك ساعد فب نجاحه في الحكم.
وعندما توفي رثاه العديد من الشعراء، وكان من بينهم الشاعر سلم الخاسر، الذي رثاه بقصيدة قال فيها:
عَجَباً لِلَّذي نَعى الناعِيانِ
كَيفَ فاهَت بِمَوتِهِ الشَفَتانِ
يرثى الشاغر أبو جعفر المنصور، ويتعجب ممن نقل خبر وفاته كيف استطاعت شفتاه أن تنطق بنعيه.
مَلِكٌ إِن غَدا عَلى الدَهرِ يَوماً
أَصبَحَ الدَهرُ ساقِطاً لِلجِرانِ
لَيتَ كَفّاً حَثَت عَلَيهِ تُراباً
لَم تَعُد في يَمينُها بِبَنانِ
حينَ دانَت لَهُ البِلادُ عَلى العَسفِ
وَأَغضى مِن خَوفِهِ الثَقَلانِ
أَينَ رَبُّ الزَوراءِ قَد قَلَّدَتهُ المَلِكَ
عِشرونَ حِجَّةً وَاِثنَتانِ
إِنَّما المَرءُ كَالزِنادِ إِذا ما
أَخَذَتهُ قَوادِحُ النيرانِ
لَيسَ يَثني هَواهُ زَجرٌ وَلا يَقدَحُ
في حَبلِهِ ذَوو الإِدهانِ
قَلَّدَتهُ أَعِنَّةَ المُلكِ حَتّى
قادَ أَعداءَهُ بِغَيرِ عِنانِ
يُكسَرُ الطَرفُ دونَهُ وَتُرى الأَيّدي
مِن خَوفِهِ عَلى الأَذقانِ
ضَمَّ أَطرافَ مُلكِهِ ثُمَّ أَضحى
خَلفَ أَقصاهُمُ وَدونَ الداني
هاشِمِيُّ التَشميرِ لا يَحمِلُ الثِقلَ
عَلى غارِبِ الشَرودِ الهِدانِ
الخلاصة من قصة القصيدة: كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور من أهيب رجال بني العباس، وقد اتصف بالعديد من الصفات الحسنة، وعندما توفي رثاه العديد من الشعراء، ومن بينهم سلم الخاسر.