قصة قصيدة علامة ذل الهوى
أمّا عن مناسبة قصيدة “علامة ذل الهوى” فيروى بان رجلًا يقال له العتبي في مجلس، وكان في هذا المجلس عدد من العشاق والأدباء، وكان الجميع يتذاكرون في العشق، وفي أخبار العاشقين، وكان من بين الحاضرين رجل كبير في العمر، وكان هذا الرجل ساكتًا، لا يشاركهم الحديث، فانتبه الحاضرون له، وقال له أحدهم: ألا تحدثنا بما عندك في أخبار العشق والعشاق، فقال: في يوم من الأيام جلست أنا وجماعة من رفاقي نشرب، وكان معنا في المجلس مغنية، وبينما نحن نشرب، بدأت المغنية تنشد قائلة:
علامة ذل الهوى
على العاشقين البكا
ولا سيما عاشق
إذا لم يجد مشتكى
وبعد أن انتهت المغنية، قال لها شاب كان حاضرًا معنا في المجلس: أحسنت يا سيدتي، هل تسمحين لي أن أطلب منك طلبًا؟، فقالت له: أطلب، فقال لها: هل تسمحين لي ان أموت؟، فقالت له: مت راشدًا إن كنت من أهل العشق، وكان يحب المغنية، فاستلقى في مكانه، فإذا هو ميت، فتنغص عليهم المجلس، وافترقوا عائدين إلى بيوتهم.
ومن ثم أكمل الرجل قائلًا: وبعد أن عدت إلى منزلي من المجلس، جلست مع أهل بيتي، وأخبرتهم بخبر ما حصل مع الشاب، وكانت ابنتي جالسة تستمع إلي، وبعد أن انتهيت من إخبارهم بالخبر، دخلت ابنتي إلى غرفتها، وعلى وجهها علامات الحزن، فاستغربت من قيامها على هذه الحال، ولقمت ولحقت بها، لكي أرى ما بها، وعندما دخلت إلى غرفتها، وجدتها في وسط الغرفة على الأرض، وهي ميتة، وعندما سألت أمها، أخبرتني بأنها كانت تحب الشاب.
وقبل أن نخرج الجنازة من البيت، وصلني بأن شابًا يسكن بجانبنا قد مات، وكان يحب ابنتي، فأخرجنا الثلاث جنازات سويًا، وبينما نحن خارجين بالجنازات وجدنا جنازة رابعة، وهي جنازة المغنية، وهي التي ماتت عندما وصلها خبر وفاة الشاب لأنها كانت تهواه،
حالة الشاعرة
كانت حالة الشاعرة عندما ألقت هذه القصيدة الألم والحزن على حبيب لها لا تستطيع لقاءه، ولا تجد من تشكي له ما فيها من ألم ووجع، وعلامة ألمها هي البكاء.