قصة قصيدة علام قبست النار يا أم غالب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة علام قبست النار يا أم غالب

أمّا عن مناسبة قصيدة “علام قبست النار يا أم غالب” فيروى بأن مضاض بن عمرو الجرهمي كان قد نشأ في ديار عمه الحارث بن مضاض، وقد نشأ متأدبًا، لطيف المزاج، وكان في الديار فتاة يقال لها مي بنت مهلهل بن عامر، وكانت مي من أجمل فتيات القبيلة، وكان مضاض قد وقع في غرامها، وهي أحبيته، واعتاد الاثنان على أن يتقابلا من دون أن يراهم أحد، وفي يوم حصل أن تقابل مضاض مع فتاة أخرى، فقام رجل يقال له أبو قبيس بالوشاية به، وأخبر مي عنه، فأنشد المضاض قائلًا:

يعشى عن الناس طرف عيني
وعنك يامي غير عاش

أتهجريني بغير ذنب
وتقتليني بقول واش

ولكنها لم ترض عليه، وخرجت من مكة المكرمة، وتوجهت إلى ديار أخوالها قضاعة، ولكنه تبعها إلى هنالك، وأوقفها بينما كانت في الطريق إليهم، وأنشدها قائلًا:

علام قبستِ النارَ يا أم غالب
بنار قبيس حين هاجتكِ نارُهُ

على كبد حرَّى وأنتِ عليمةٌ
بغيب رفيق لا يبينُ ضمائرُهُ

سألتكِ بالرّحمن لا تجعلي هوًى
عليهِ وهجرانا، وحبُّكِ جارُهُ

فتجهمت منه وولت وهي غاضبة، وهي تنشد قائلة

أبى حسبي من أن يُهانَ وإن يكن
وقد مدحت فيه العداةُ ذليلا

فلمَّا تساوى الحبُّ والأمرُ مقبلٌ
عدلتَ ولم تظهر إليَّ جميلا

رأيت مكاني حين وليت معرضا
إلى حسب البهلول كان قليلا

ولكنها تركته، وانصرفت مكملة مسيرها، وكان معه صاحب له، فقال له: والله لن أشرب الماء من بعدها ما حييت، وبقي على هذه الحال يومًا كاملًا، فحاول صاحبه أن يقنعه بأن يشرب الماء، ولكنه رفض، وبقي على هذه الحال، وهو يجول من دون أن يشرب الماء، حتى مات، وكان عمه وقتها يحارب بني إسرائيل، بالقرب من طور سيناء، وعندما عاد من غزوته وجده قد مات، فدفنه بالقرب من صخرة يقال لها موطن الموت، وبعد أن مات لقيت مي الفتاة التي قل لها بأنه قد لقيها وتكلم معها، وسألتها عن الخبر، فقالت لها: والله إنك قد ظلمته، فإني والله لم أتكلم معه إلا أن طلبت منه أن يسقيني الماء، فندمت على ما فعلت ندمًا شديدًا، وتوارت عن الحي، فبحث عنها القوم، حتى وجدوها وهي كالمجنونة، وبقيت على هذه الحال حتى ماتت.

نبذة عن مضاض بن عمرو الجرهمي

هو المضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن ظالم، كان قد تولى زعامة مكة المكرمة بعد وفاة ابنا إسماعيل زعيما مكة.


شارك المقالة: