قصة قصيدة على مثلها من أربع وملاعب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة على مثلها من أربع وملاعب:

أمّا عن مناسبة قصيدة “على مثلها من أربع وملاعب” فيروى بأنّ أبو تمام كان في يوم في مجلس القائد العباسي القاسم بن عيسى بن ادريس العجلي، المكنى بأبي دلف، وبينما هم جالسون أنشد أبو تمام قصيدة يمدح فيها أبو دلف، وقال في أولها:

عَلى مِثلِها مِن أَربُعٍ وَمَلاعِبِ
أُذيلَت مَصوناتُ الدُموعِ السَواكِبِ

أَقولُ لِقُرحانٍ مِنَ البَينِ لَم يُضِف
رَسيسَ الهَوى تَحتَ الحَشا وَالتَرائِبِ

وعندما وصل إلى قوله:

إِذا العيسُ لاقَت بي أَبا دُلَفٍ فَقَد
تَقَطَّعَ ما بَيني وَبَينَ النَوائِبِ

هُنالِكَ تَلقى الجودَ حَيثُ تَقَطَّعَت
تَمائِمُهُ وَالمَجدَ مُرخى الذَوائِبِ

تَكادُ عَطاياهُ يُجَنُّ جُنونُها
إِذا لَم يُعَوِّذها بِنَغمَةِ طالِبِ

إِذا حَرَّكَتهُ هِزَّةُ المَجدِ غَيَّرَت
عَطاياهُ أَسماءَ الأَماني الكَواذِبِ

تَكادُ مَغانيهِ تَهِشُّ عِراصُها
فَتَركَبُ مِن شَوقٍ إِلى كُلِّ راكِبِ

إِذا ما غَدا أَغدى كَريمَةَ مالِهِ
هَدِيّاً وَلَو زُفَّت لِأَلأَمِ خاطِبِ

يَرى أَقبَحَ الأَشياءِ أَوبَةَ آيِبٍ
كَسَتهُ يَدُ المَأمولِ حُلَّةَ خائِبِ

وَأَحسَنُ مِن نَورٍ تُفَتِّحُهُ الصَبا
بَياضُ العَطايا في سَوادِ المَطالِبِ

قال أبو دلف للجالسين: يا أهل ربيعة، والله إنه لم يمدحكم أحد من قبل بمثل هذا المديح، فما عندكم لمن قال فيكم هذا المديح؟، فقام القوم وأخذوا يخلعون عن رؤوسهم عمائمهم ويرمزن بها إلى أبي تمام، فقال لهم أبو دلف: لقد قبلها منكم، وأعادها لكم لكي تلبسونها، وأنا سأنوب عنكم في ثوابه، ومن ثم التفت إلى أبي تمام، وقال له: أكمل، فأكمل أبو تمام قائلًا:

وَلَو كانَ يَفنى الشِعرُ أَفناهُ ما قَرَت
حِياضُكَ مِنهُ في العُصورِ الذَواهِبِ

وَلَكِنَّهُ صَوبُ العُقولِ إِذا اِنجَلَت
سَحائِبُ مِنهُ أُعقِبَت بِسَحائِبِ

فالتفت أبو دلف إلى خادمه، وأمره أن يدفع لأبي تمام بخمسين ألف درهم، ومن ثم التفت إلى أبي تمام، وقال له: والله إنّها دون شعرك.

نبذة عن أبي تمام:

هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، ولد في سوريا في عام ثمانمائة وأربعة للميلاد، ومن ثم انتقل إلى بغداد في العراق وأقام فيها، واتصل في الخلفاء العباسيين، وهو احد أهم شعراء العصر العباسي.

توفي في عام ثمانمائة وستة وأربعون في الموصل في العراق.


شارك المقالة: