قصة قصيدة فإلا أكن فيكم خطيبا فإنني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فإلا أكن فيكم خطيبا فإنني

أمّا عن مناسبة قصيدة “فإلا أكن فيكم خطيبا فإنني” فيروى بأنه في زمن ولاية عمر بن هبيرة على العراق، قام عمر بعزل سعيد خذينة عن إمارة خراسان، ووضع مكانه سعيد الحرشي في عام مائة وثلاثة للهجرة، فتقرب ثابت قطنة منه، وقاتل معه في واقعة الصغد، وأنشد أبياتًا من الشعر يصف تلك الواقعة، كما أنه أنشد العديد من القصائد التي وصف فيها جميع وقائع سعيد الحرشي، ومن بعد ذلك اتصل بأسد بن عبد الله القسري، وكان ذلك حينما ولي على خراسان، وقام بقتال الأتراك معه، وفي خبر ذلك أنشد قائلًا:

أَرى أَسَـداً فـي الحَربِ إِذ نَزَلتُ بِهِ
وَقـارَعَ أَهـلَ الحَـربِ فـازَ وَأَوجَـبـا

تَـنـاوَلَ أَرضُ الشِـبـلِ خـاقـانِ رَدءَهُ
فَـحَـرَّقَ مـا اِسـتَـعـصـى عَـلَيهِ وَخَرَّبا

أَتَـتـكَ وُفـودُ التُـركِ ما بَينَ كابُلٍ
وَغورَينِ إِذ لَم يُهرُبوا مِنكَ مَهرَبا

فَـمـا يَغمِرُ الإِعداءَ مِن لَيثِ غابَةٍ
أَبــى ضــارِيــاتٍ حَــوَّشــوهُ مُـعـقِـبـا

أَزبَ كَــــــأَنَّ الوَرسَ فَــــــوقَ ذِراعِهِ
كَــريـهِ المَـحـيـا قَـد أَسَـنَّ وَجَـرَّبـا

أَلَم يَـكُ فـي الحِصنِ المُبارَكِ عِصمَة
لِجُـنـدِكَ إِذ هـابَ الجَـبـانُ وَأَرهَـبا

بَـنـى لَكَ عَـبـدُ اللَهُ حِـصـنا وَرَثتَه
قَـديـمـاً إِذا عُـدَّ القَـديـمُ وَأَنجَبا

وفي يوم من الأيام خرج أسد بن عبد الله لقتال الأتراك، فجعل ثابت قطنة خليفة له حتى يعود، فأراد ثابت أن يخطب في الناس، فصعد على المنبر، ولكنه حصر وأرتج، فقال: سيجعل الله بعد العسر يسرًا، وبعد العي بيانًا، وأنتم تحتاجون لأمير فعال أكثر من حاجتكم لأمير قوال، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

فإلا أكن فيكم خطيباً فإنني
بسيفي إذا جدّ الوغى لخطيب

فوصلت كلماته إلى خالد بن صفوان، وكان خالد خطيبًا مشهورًا، فقال معلقًا: والله لم يعلو المنبر أحد من قبل أخطب من ثابت في الكلمات التي قالها، ولو أن كلامًا جعلني أخرج من بلادي إلى قائله، لما خرجت إلا إلى قائل هذه الكلمات.

وبقي ثابت يقاتل الترك إلى أن قُتل في إحدى الحروب مع الترك.

نبذة عن ثابت قطنة

هو أبو العلاء ثابت بن كعب بن جابر العتكي الأزدي، أحد شعراء العرب وأشرافهم في العصر المرواني، لقب بقطنة لأن سهمًا أصابه في عينه، فوضع عليها قطنة.


شارك المقالة: