قصة قصيدة فإن تنج منها يا أبان مسلما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فإن تنج منها يا أبان مسلما

أمّا عن مناسبة قصيدة “فإن تنج منها يا أبان مسلما” فيروى بأن نافع بن علقمة الكناني كان عاملًا على مكة المكرمة، وفي الفترة التي كان فيها عاملًا منع الغناء والمغنين، ومنع أيضًا بشرب الخمر، وفي يوم من الأيام خرج جماعة من قريش إلى مكان قريب من مكة، وجلسوا يتسامرون في الصحراء، وبعثوا أحدًا منهم ليأتيهم بالخمر، وعندما عاد لهم شربوا وطربوا، فقال أحدهم: ليت ابن سريج كان معنا، فقال آخر: أنا آتيكم به، فقالوا له: خذ هذا الحصان واذهب له، وأحضره لنا، فذهب إليه، وأتاه وهو في بيته، ودخل عليه، وأخبره بمكانهم وطلبهم له، فقال له: ويحك، أتطلب مني هذا وانت تعلم بأن السلطان يمنع الغناء والخمر، ويتشدد في ذلك، فقال له الرجل: أتردهم؟، فقال له ابن سريج: لا والله لا أفعل، ولكن كيف سأخرج العود من دون أن يراه أحد، فقال له الرجل: أنا أخفيه لك.

فخرج ابن سريج والرجل، وتوجها إلى الجماعة القرشيين، وبينما هم في الطريق لقيهم نافع بن علقمة، وكان متوجهًا تجاههم، فقل ابن سريج للرجل: هذا السلطان، فقال له الرجل: لا بأس عليك، توجه إلى مكان القوم ولا تخف، وعندما مرّا من جانبه، اوقفهما، وقال لهما: من أنتما؟، فقال له الرجل: أنا ابن البركة، وهذا ابن سريج، فابتسم نافع، وأنشدهما شعرًا للحارث المخزومي قائلًا:

فَإِن تَنجُ مِنها يا أَبانُ مُسَلَمّاً
فَقَد أَفلَتَ الحَجّاجَ خَيلُ شَبيبِ

وَكادَ غَداةَ الدَيرِ يُنفِذُ حِضنَهُ
غُلامٌ بِطَعنِ القِرنِ جِدُّ طَبيبِ

وَأُنسَوهُ وَصفَ الدَيرِ لَمّا رَآهُمُ
وَحَسَّنَ خَوفُالمَوتِ كُلَّ مَعيبِ

ثم مضى في سبيله. وعندما اقتربا من القوم نزلا إلى شجرةٍ لكي يستريحا، فطلب الرجل من ابن سريج أن ينشد شيئًا من الشعر، فأنشد شعرًا لعمر بن أبي ربيعة قائلًا:

كيف الثواء ببطن مكة بعد ما
هم الذين تحب بالإنجاد

أم كيف قلبك إذ ثويت مخمراً
سقماً خلافهم وكربك بادي

هل أنت إن ظعن الأحبة غادي
أم قبل ذلك مدلج بسواد

نبذة عن الحارث المخزومي

هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، من قريش. كان شاعر غزل، وهو من أهل مكة المكرمة.


شارك المقالة: