نروي لكم اليوم خبر عدي بن زيد والنعمان بن المنذر، عندما وضعه النعمان في الحبس.
قصة قصيدة فاذهبي يا أميم غير بعيد
أما عن قصة قصيدة “فاذهبي يا أميم غير بعيد” فيروى بأن عدي بن زيد كان مقربًا من ملك الفرس، وكان ملك الفرس يريد أن يضع ملكًا على العرب، ولو كان عدي بن زيد يريدها لأعطاها له، ولكنه كان مشغوفًا باللهو والصيد، فاستشاره ملك الفرس فيمن يستعمل على العرب، فأشار عليه بالنعمان بن المنذر، ومن ثم أحضره إليه، وقبل أن يدخله إليه قال له: إن قال لك كسرى: هل تكفيني العرب وإخوتك؟، فعليك أن تجيبه بنعم، فدخل إليه وسأله كسرى ذلك السؤال، فأجابه النعمان بأنه سيكفيه إياهم، فأمر كسرى عدي أن يملكه فملكه.
وعندما وصل خبر ذلك إلى عدي بن أوس غضب غضبًا شديدًا، فقد كان يريد أن يملك الأسود بن المنذر، فدعاه عدي بن زيد لتناول الطعام عنده، وعندما أتاه دعاه إلى أن يقسم الاثنان أن لا يبغي أحدهما على الآخر، وأقسم الاثنان.
وبقي عدي مقربًا عند النعمان بن المنذر، حتى دعاه في يوم من الأيام إلى وليمة، فخرج النعمان إليه، وبينما هو في الطريق لقيه عدي بن أوس ودعاه لتناول الطعام عنده، فبقي عنده، ولم يكمل صوب عدي بن زيد، فحفظها عدي بن زيد عليه، وفي يوم دعاه النعمان فرفض، فأمر النعمان بسحبه من بيته، وعندما أحضروه أمر بتكبيله بالحديد ووضعه في السجن، وبينما هو في السجن توفيت امرأته أمية، فأنشد قائلًا:
فَاِذهَبي يا أُمَيمَ غَيرَ بَعيدٍ
لا يُؤاتي العِناقُ مَن في الوِثاقِ
يرثي الشاعر زوجته ويقول اذهبي، ولن تكوني بعيدة، فلا يصلح لمن كان في الوثاق العناق.
وَاِذهَبي يا أُمَيمَ إِن يَشَأ اللَهُ
يُنَفِّس مِن أَزمِ هَذا الخِناقِ
أَو تَكُن وُجهَةٌ فَتِلكَ سَبيلُ الناس
لا تَمنَعُ الحُتوفَ الرَواقي
وَتَقولُ العُداة أَو دى عَدِيٌّ
وَبَنوهُ قَد أَيقَنوا بِعَلاقِ
يا أَبا مُسهِرٍ فَأَبلِغ رَسولاً
إِخوَتي أَن أَتَيتَ صَحنَ العِراقِ